كشف مسؤول في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن وجود تجاوزات في بعض البرامج الدعوية النسائية في صفوف المجتمعات النسوية ، لكنه أكد أن ذلك خارج عن نطاق مسؤولية وزارته. فقد أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن وزارته أعدت خطة تنفيذية لتحقيق الأمن الفكري ومكافحة الفكر الضال بتشكيل فريق عمل من طلبة العلم يتولى الإشراف على تنفيذ هذه الحملة من خلال مناشط منبرية وإعلامية مختلفة تعرّي شُبه الضالين فكريا وتبيّن حقيقة إجرامهم في حق الوطن وولاة الأمر والعلماء وأمن المجتمع ومقدراته وسعيهم لتفريق كلمة الأمة. وحمل أئمة المساجد المسؤولية كاملة عما يقام في مساجدهم من مناشط وبرامج غير نظامية ، مشيرا الى أنه لاتراخي مطلقا في محاسبة أي مقصر منهم أو متجاوز في هذا المجال. جاء ذلك في حوار أجرته « المدينة» مع وكيل شؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور / توفيق بن عبدالعزيز السديري .. إلى نص الحوار: ** يتردد أحيانا عن تزويد الجوامع بوسائل تقنية حديثة لاستخدامها في الخطب . ما مدى توجيهكم لا ستحداث مثل هذه الوسائل من أجل زيادة استيعاب المضامين للخطاب الدعوي؟ - خطبة الجمعة عبادة، والأمر في العبادات توقيفي وفق ما ورد به النص ولا اجتهاد مع النص، واستحداث أي شيء في خطبة الجمعة يحتاج إلى دليل، وبالتالي فلا مجال لمثل ذلك، بل إن بعض أهل العلم يعدون ذلك من العبث في العبادات، ولكن الوزارة تشجع استخدام التقنية في مجال الدعوة إلى الله، وتحث على الاستفادة منها والتنافس فيها في المحاضرات والندوات وغيرها، وما معرض وسائل الدعوة إلى الله الذي أقيم في أغلب مناطق المملكة ومازال مستمراً إلا لتحفيز العاملين في مجال الدعوة لتطوير أساليبهم والاستفادة من الوسائل الحديثة في الدعوة إلى الله، وكذلك تشجيع الجهات المعنية بالتقنية والوسائل لتسخيرها في مجال الدعوة إلى الله وإبلاغ رسالة الحق للعالمين. ** كيف تحكم وزارة الشؤون الإسلامية قبضتها على التوجه المتشدد في الخطاب الديني؟ - لدى الوزارة خطة طموحة لتأهيل الخطباء على مدى عدة سنوات قادمة إن شاء الله في مختلف مناطق المملكة، وقد تم البدء فعلياً بتنفيذ هذه الخطة عبر برامج تأهيلية فيما يتعلق بجانب التأهيل الشرعي وجانب التأهيل المهاراتي. ** يلاحظ أن خطب المساجد لازالت تدور في حلقاتها القديمة دون أن تمس كثيرا بقضايا المجتمع الأساسية ، والسؤال : كيف تحقق وزارة الشؤون الإسلامية رسالة المنبر لصالح قضايا المجتمع؟ - الأصل أن الدور الأساس للمنبر هو العناية بقضايا المجتمع الدينية والدنيوية، والخطباء بشكل عام لديهم عناية بهذا الجانب، والوزارة تحرص من خلال البرامج التدريبية والتأهيلية ومن خلال ما يقدم من مواضيع وخطب استرشادية تعمم على الخطباء على القيام بهذا الدور المهم.و كل ما يقام في المساجد من مناشط يسير وفق التعليمات المنظمة لذلك، سواء أكان محاضرات أم دروس علمية أم حلق لتحفيظ القرآن الكريم، وهناك متابعة دقيقة على ذلك من خلال مراقبي الوزارة ومن خلال إمام المسجد الذي يعتبر المسؤول بالدرجة الأولى عما يقام في مسجده من مناشط، وعلى مسؤوليته يقع متابعة التأكد من نظامية هذه المناشط، ولا تراخي في محاسبة أي مقصر أو متجاوز في هذا المجال. ** هل هناك رقابة من قبل الوزارة على البرامج الدعوية النسائية؟ أم أن النساء الداعيات يمارسن الدعوة دون رقابة. نقول ذلك في الوقت الذي كان من المقبوض عليهن في يوم من الأيام فتيات ونساء مغرر بهن في هذا المجال ؟ - البرامج الدعوية النسائية هي تماماً مثل البرامج الدعوية الرجالية من حيث آلية الفسح والمتابعة، والوزارة مسؤولة عن البرامج التي تقع في نطاق مسؤوليتها، وقد يكون هناك تجاوزات في بعض المجتمعات النسائية، وهذا ملاحظ ولكنه خارج نطاق مسؤولية الوزارة. * * بعض أئمة المساجد غير سعوديين وهناك مساجد بلا أئمة ومساجد يتم التسكين في ملحقاتها غير أصحاب الشأن من الأئمة والمؤذنين بوافدين، فهل هذا يعود إلى ضعف الدور الرقابي على المساجد؟ وكم هم عدد المراقبين في كل منطقة ؟ - ما ذكرته من ملاحظات هي محل عناية واهتمام الوزارة فمثلاً ما يتعلق بالأئمة غير السعوديين فالأصل أن لا يتم تعيين إلا شخص سعودي تنطبق عليه شروط الإمامة، ولا يتم اللجوء إلى تعيين غير السعودي إلا في حالة الضرورة القصوى عند عدم وجود السعودي وتعتبر الوظيفة التي يشغلها غير السعودي شاغرة، فحالما يتقدم سعودي تنطبق عليه الشروط يتم تعيينه وطي قيد غير السعودي. * * ماذا قدمت الوزارة لتحقيق الأمن الفكري؟ - أعدت الوزارة خطة تنفيذية لتحقيق الأمن الفكري ومكافحة الفكر الضال، و تم تشكيل فريق عمل من طلبة العلم يتولى الإشراف على تنفيذ هذه الحملة من خلال مناشط منبرية وإعلامية، ومحاضرات وندوات ومؤتمرات وطباعة كتب ومنشورات، و التأكيد على خطباء المساجد بتخصيص بعض خطب الجمعة لتبيان حرمة دم المسلمين والمعاهدين، وحرمة الإفساد في الأرض.