وصلني عدد من الرسائل من عدد من أولياء أمور طالبات المدارس بمراحلها المتعددة والجامعات وفيها يشكون من عدة أمور تعيق أداء العملية التربوية بل وتؤثر على المستقبل التعليمي للطالبات كما تؤثر نفسيا عليهن ، ومن تلك الملحوظات تهالك بعض الحافلات وعدم التزام ملاكها بالضوابط المقررة مقابل عدم التدقيق عليهم ممن يعنيهم الأمر ، ويطالبون بسرعة تغيير حافلات نقل الطالبات واستبدالها بأخرى جديدة نظرا لقدم الحافلات الحالية وكثرة أعطالها. وأكد بعضهم أن الحافلات الحالية “أكل عليها الدهر وشرب” كما يصفون ذلك بسبب موديلات معظمها القديمة ، وذلك ما يعرضها للعطل بشكل مستمر بخلاف صعوبة الحصول على قطع الغيار، كما أن عدد الحافلات التابعة لإدارات التعليم غير كافية فتستعين بالنقل الخاص الذي تفضله الطالبات على النقل الحكومي. وأوضحوا أن حافلات المجمعات ليست بأحسن حالا من غيرها إذ إن بعضها متعطل منذ أسابيع ، وذلك ما أرهق أولياء الأمور خاصة أن بعضهم لا يملكون سيارات فيما يجد آخرون مشقة في إيصال بناتهم للمنازل بعد انتهاء اليوم الدراسي لارتباطهم بوظائف ، وبقية المحافظات الأخرى بعيدة المسافة. وأوضح عدد من مسؤولي إدارات التعليم بعد التواصل معهم أن ورش الصيانة تعمل حاليا على إصلاح الحافلات المتعطلة، ويؤكدون ذلك دائما ، كما ان هناك مشكلة أخرى بالنسبة لطالبات الكليات حيث إنه إذا مرض سائق الباص لم تستطع الجهة المعنية بنقل الطالبات تأمين سائق آخر وهنا يلجأ أولياء الأمور الى الذهاب ببناتهم الى الكلية. المشكة الثالثة هي عدم التزام الشركات بإيجاد سائقين سعوديين ، وإن توفر ذلك فتبرز مشكلة المحرم حيث إن الشاب السعودي غالبا يكون غير متزوج أو مطلقا فلا يكون عنده زوجة فيستعين بأخت أو عمة أو خالة نجد ظروفها لا تسمح أن ترافقه دائما فيهمل موضوع المحرم ، كما أن بعض الطالبات يكون همها الرئيس هو وصول مدرستها أو كليتها في الوقت المحدد فلا ترغب أن تدخل مع السائق في لغط ترى أنه من الممكن أن يتسلط عليها دون الأخريات بسبب ذلك ، فتضطر لالتزام الصمت ، والأخطر من ذلك كله أن الطالبات قد يتفاجأن كل يوم بسائق من شكل ولون مختلف مما يبث في قلوبهن الرعب المستمر . وأكد أحد المتعهدين قائلا : إن مشكلتنا ليست وليدة اليوم، ولن تحل، إذا استمر الوضع كما هو عليه، فطيلة العام الماضي كنا نواجه إيقاف سياراتنا الخاصة بنقل الطالبات من قبل رجال المرور، لقيادة أجانب لها، وقد راجعنا المرور وأبلغناهم أننا نفوضهم بتوظيف الشباب الذين يرغبون، ولا نمانع ولكن لا نجد من يتقدم لهذا العمل وإذا عمل معنا احدهم فإنه لا يلتزم مما يوقعنا في حرج مع أولياء الأمور، ويوقعنا في مشاكل، ولكن مسؤولي إدارة المرور يختصرون الإجابة عن كل هذه المشاكل برد بسيط يقول : «لدينا قرارات يجب تنفيذها أما غير ذلك فلا علاقة لنا به، في السياق نفسه يقول ولي أمر إحدى الطالبات «إن ما يقوله الملاك صحيح وأنا اشعر بمشكلتهم، رغم أنني ارغب في أن يقود حافلات النقل سعوديون بمحارمهم، ولكن من الصعب على أي سعودي أن يعمل بالرواتب التي تقدمها الشركات والتي لا تتجاوز 1500 ريال في الغالب، وفوق ذلك يطلب منه إحضار محرم من زوجة أو أخت أو خلافه معه، وهذا يعني أنهما موظف وموظفة يعملان بنفس الراتب أي أن كلاً منهما يتقاضى 750 ريالا فقط لا غير، وهذا ما يدفع بالسعوديين لعدم العمل في هذه المهنة». والمشكلة الأخيرة التي تواجه الجميع هي أن أي سائق حافلة يستطيع أن يمارس هذا العمل دون رقيب في ظل التهاون معهم ، حيث نجد أن الحافلة يستخدمها لموسم الحج ثم يستخدمها لنقل الطالبات بالرغم من كبر حجمها حتى أن بعض الأحياء لا تستطيع دخولها ، إذ ذكر لي أحد المواطنين أنه شاهد باصاً مملوءاً بالطالبات توقف في إحدى الحارات بسبب عدم استطاعته الدخول أمام ضيق الشوارع في موقف طريف جدا ، فهل تعالج تلك المشاكل