الرموز الانتخابية للمرشحين في السودان تأخذ معانيها ودلالاتها من الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي «وأحيانا من الهواء» والى ان تصل الحكومة والمعارضة هناك الى اجراء الانتخابات في موعدها «المضروب» او إرجائها الى نوفمبر القادم تثير رموز الاحزاب ومرشحيها الكثير من اللغط والنقاش والسخرية احيانا. لقد احتل الحمار مكانة كبيرة في سجل الانتخابات بعد ان اختاره حزب الجبهة القومية السودانية «كرمز وشعار له لخوضها . فيما اختار الحزب الوطني الحاكم «الشجرة» وحزب المؤتمر الشعبي المعارض برئاسة الترابي اختار الشمس .. وبالتالي اختارت الحركة الاسلامية بشقيها « الشمس والشجرة» و« الحر والظل» وتركت ل «الشيوعي» رمز «الشاكوش» الذي يسعى بين العمال والفلاحين منذ ايام لينين في حين يعتبره شباب الجامعات حاليا «رمزا لاحباطهم وانكساراتهم العاطفية». الحركة الشعبية لتحرير السودان «جنوبية» اختارت «النجمة» رمزا لها واتت حملتها تحت عنوان « الامل والتغيير» وهو ذات شعار اوباما في الانتخابات الامريكية ولقد انتقدت الاحزاب المناوئة للحركة استخدام شعار « اوباما» وكان الرد «نحن قبل اوباما في اختياره ولسنا امريكان..نحن حزب سوداني صميم» وما يلفت النظر ان الحركة قالت ذات يوم إن باراك اوباما بالاساس ترجع اصوله الى قبيلة سودانية جنوبية نزح اهلها الى كينيا وتبقت بعض جذورهم في جنوب السودان « إذن للكل.... اوباما ولدنا » وما «عليه زود ..لقد طول رقبتنا» مؤخرا عندما وقف بحزم في وجه نتنياهو ورفض التمدد في المستوطنات وطالبه بتنفيذ استحقاقات السلام «ونأمل» ان يكون نصيرا للقضية الفلسطينية وان «يشكم» اسرائيل في الايام القادمات . وفي سياق المارثون الانتخابي السوداني.. اختار الاتحادي الديمقراطي «الاصل» بقيادة مولانا محمد عثمان الميرغني «العصا» رمزا له ..ويستلهم الحزب « الدلالة الدينية فيها» من عصا سيدنا موسى عليه السلام والتي عندما القاها التهمت عصا السحرة .. وهي في التقاليد السودانية من مكملات الزي القومي « الجلباب الابيض الناصع والعمامة» ما بين 5- 10 امتار ، والحذاء المصنوع من جلد « نمر او اصلة» وهذه العصا يحملها كل الساسة السودانيين من مولانا الميرغني الى البشير والمهدي وسلفا كير والدكتور الترابي .. وتغيب العصا عن مرشحة الانتخابات للرئاسة السودانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي «البروفيسور فاطمة عبد المحمود» لأن حمل المرأة للعصا «عيب» . وفي سباق «الرموز الانتخابية» اختار حزب الامة القومي بقيادة الصادق المهدي «الحربة» والتي يطلق عليها بالعامية «الكبس» والتي استخدمت في الحروب التي خاضتها جيوش المهدي في القرن الثامن عشر ضد الاحتلال التركي للسودان كرمز وشعار لخوض الانتخابات. لقد غابت حيوانات قوية ومفيدة من لائحة الرموز الانتخابية السودانية مثل الفيل والاسد والنمر والعنز فيما تصدر الحمار «شاشة الانتخابات» واختاره كما اسلفنا حزب الجبهة القومية السودانية ووضع صورته في اطار وهو يقف بنشاط وحيوية بينما كتب بقربه شعارا يقول .. «الحمار نصير المستضعفين ورفيق الزاهدين» . ويقول رئيس الحزب الأستاذ عبود جابر في تصريحا ت صحفية : عن مدلولات اختياره لهذا الرمز « إنه في بادئ الأمر تم اختيار الحمار تخليداً لذكرى (23) من شهداء الحزب الذين دفنوا في وادي الحمار بنهر النيل شرق عطبرة بالسودان بعد محاولة انقلاب سبتمبر 1975م في الحقبة المايوية، وكانت المحاولة بزعامة المقدم حسن حسين الذي كان بديلاً لمحمد نور سعد، وأضاف جابر، تم اختيار هذا الرمز لعلاقته المتميزة بالشرائح المستضعفة فهو نصير المستضعفين ورفيق الزاهدين. وعن الصفات الايجابية للحمار يقول جابر : إن رمزنا الانتخابي له مدلولات اجتماعية واقتصادية من الدرجة الاولى، فالحمار « خدم الإنسان في كافة بقاع الدنيا دون كلل أو ملل وهو هادئ ومستقر ولا يزال يقوم بهذا الدور ويجب من الناحية الانسانية والربانية أن نحفظ لهذا الحيوان حقه في الحياة،بجانب أنه كانت له مساهمة واضحة في القرن الأفريقي أثناء الحرب العالمية الثانية»، وقال: نحن نريد أن نزيل مفاهيم الغباء عن هذا الحيوان، وأوضح أنه لا يتخوف من سخرية الناس من هذا الرمز فالتركيز إنما يتم على الطرح والبرنامج. وتوقع جابر أن يكون هنالك تعاطف مع هذا الرمز من الناخب السوداني خاصة في الريف ومساحة واسعة في المدن. الحمار «المظلوم» والذي يوصف بالغباء والبلادة.. هو رمز للحزب الديمقراطي الامريكي «حزب اوباما .. وفاز به مجندلا فيل الجمهوريون» لذلك يمكن ان يكسب الحمار الجولة بالرغم من محاولات اغتيال شخصيته فلا تتعجلوا النتائج . [email protected]