شهدت الأمسية التي ألقاها المفكر السعودي عضو مجلس الشورى إبراهيم البليهي في نادي الباحة الأدبي مساء الثلاثاء الماضي حضورا كبيرا من المثقفين والمثقفات الذين احتضنتهم قاعتي الأمير محمد بن سعود والخنساء بالنادي وتناول فيها المفكر أصالة التخلف. وقد أدار الأمسية محمد بن سعيد الزهراني الذي تلا السيرة الذاتية للمفكر فيما استهل البليهي المحاضرة بالتحدث عن التخلف وذكر بأن العرب لم يستطيعوا أن يغيروا من تاريخهم شيئا بعد أن تفاجأوا بطردهم من الأندلس فبدأوا يتباكون على أوروبا التي تقدمت وكذلك على الأندلس التي ضيعوها. وما كان يجب عليهم ان يفعلوا ذلك فالأوربيون حققوا تغييرا نوعيا ولكن ذلك التغيير لم يحرك ساكنا لدى العرب فبعد 300 سنة تقريبا غزا نابليون مصر. وعندما كان لدينا علماء لم نعطهم حقهم بل أحرقنا كتبهم وطردناهم من بلادنا واستفاد منهم الغربيون .. ويضيف انه إذا لم يستجب المجتمع لمفكريهم فلن يتطوروا أبدا. مستشهدا بمفكرين عرب تم نبذهم وطردهم ورفضهم أيضا ولازلنا ننبذ المفكر. وقال إن من أنجز الحضارة المعاصرة هي الثقافة الغربية وقلدها اليابانيون واستطاعوا أن يستفيدوا منها .. فثقافتنا نحن العرب لم تنتج شيئا ونحن نعيش على إنتاج الآخرين. فالثقافة العربية ثقافة مستهلكة وليست منتجة. وأضاف أن العلم ليس مسائل تحفظ وإنما هو رؤية للمستقبل .. نحن كعرب معيارنا دائما هو ما قبل مئات السنين بينما الحضارة تقوم على ما هو حاضر. ودعا المفكر البليهي إلى إحكام العقل والاستفادة منه مشيرا إلى أن العرب هم الذين أطفأوا الوهج الإسلامي الذي جاء به الدين. وعن صحوة التخلف قال البليهي يجب أن نأخذ من الآخرين قدر ما نستطيع. وقال إنه عندما أحسسنا بتغيير الحضارة عند الغربيين كنا عندها متهيئين ثم حضرت الانقلابات العسكرية أو ما يسمى بالثورات فحطمت كل شيء، وذكر بأن الوظيفة الأساسية للإنسان هو أن يعرف لكنه لم يستثمر هذه القابلية العظيمة لأنه لا يستطيع أن يخرج إلا إذا صدم فكره. ولن يحصل تصارع للأفكار إلا في بيئات تتوفر فيها حريات كاملة.. وذكر بأن أي تطور ما هو إلا ثمرة التطور الثقافي فهي تحكم كل شيء مشيرا إلى أن البيئات المنغلقة تكرس التخلف وقال "إذا آمنت انك متخلف وما في رأسك هو جهل مركب فاعلم أنك مستعد للتغيير". بعد ذلك بدأت المداخلات من عدد من الحضور منهم من عاب عدم وجود عنوان للمحاضرة ومنهم من اعترض على رأي البليهي.