في الحوار المفتوح مع سموه على هامش المؤتمر: ناشد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية كل إعلامي أيا كان موقعه أن يتحمل مسؤوليته تجاه دينه ووطنه في موقعه الإعلامي، حاثا الجميع على أن يكون إعلامنا بمستوى تطلعاتنا، مؤكدا سموه ضرورة الالتزام بديننا القويم وألا نخالف نصا شرعيا بأي شكل من الأشكال في تادية رسالتنا الإعلامية، مؤكدا سموه أنه لابد لإعلامنا السعودي أن يتحرك بشكل أقوى ليواجه هذا الواقع، لكن بالتزام ومسؤولية. جاء ذلك في معرض إجابة سموه في الحوار المفتوح مع سموه، وطرح فيه الحضور من القاعتين الرجالية والنسائية بعض الأسئلة على سموه. وقال سمو النائب الثاني: إننا سنعمل ليل نهار لمنع الأعمال الإرهابية والكشف عنها والمساهمة مع الآخرين في عدم حدوثها وأشار سموه في بعض إجاباته عن دور المرأة أن لها دورا مهما كأم وزوجة وأخت وبنت، مؤكدا أن دورها مهم جدا في مسأل الإصلاح لأبنائها وهي شريكة الرجل في ذلك، لافتا سموه أنها إن عجزت عن ذلك فلتسلم الأبناء للأيدي الأمينة القادرة على إصلاحهم والدولة ترعى أبناءها ولا تتخلى عنهم. وأشاد سموه أيضا ببرنامج المصالحة وقال هو من البرامج الناجحة وحاز إعجاب الجهات الأمنية مؤكدا سموه أهمية الأمن الفكري الذي لاينفك عن أهمية الامن العام مشيرا إلى أننا ساعون في « الأمن الفكري» * سؤال الدكتور عبدالله العتيبي: ذكرتم عقب تدشينكم مشروع الخطة الاستراتيجية للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف أن الإرهاب لم ينته وأنه يتلون حسب الظروف وأنكم تعلمون من يحرك هؤلاء وأن لديهم قدرة كبيرة في التضليل فهلا تكرمتم يا صاحب السمو بتسليط الضوء على تغيرات هذا الفكر الضال وإظهار تغلغله في المجتمع السعودي والجهات التي تدعمه في الداخل والخارج؟ أجاب سمو: لا أزال أتمسك بهذا القول وهذا يتحدث عنه الواقع، وأعتقد أن الإنسان يجب أن يحكم عقله في مثل هذه الأمور لا يمكن أبداً أن يكون مسلماً صادقاً عاقلاً يتوقع أن هذا أتى مصادفة من أناس جهلوا أو كرهوا ولكنه صنع وخطط له ونفذ لا أحد يجهل لا من فئات مسؤولة في دول متعددة أين يقع الإرهاب ومن أين ينبع قد دعونا مراراً ولا نزال إذا لم تجفف منابعه فسيظل قائماً، إذاً لا بد أن يكون لهذه المنابع من يدعمها وهو من أوجدها وهذا أمر لا يشك فيه ولذلك علينا أن نتابع الأحداث وعلينا أن نحللها وعلينا أن نسعى لنتائج ترضي العقل وتحقق الواقع وهذا واجب المتابعين والمفكرين وأحب أن أقول: إن إخوانكم وأبناءكم رجال الأمن يعملون ليل نهار في هذا لا متابعة ولكن مهمتهم الأولى هي منع حدوث الأعمال الإرهابية وهذا ما تحقق ولله الحمد فيما يعلن لكم بين وقت وآخر وهناك أكثر من 200 حالة تم اكتشافها وليس الاكتشاف فقط بل القبض على من وراءها وهم الآن تحت يد العدالة. ثم أود أن أقول إن هذه الأمور لم تأت صدفة ولكنها بجهود مكثفة من رجال كانوا بمستوى المسؤولية وبمستوى القدرة العلمية ونعلم أنه في بداية الأحداث حدثت أحداث معلومة للجميع، وأقول من موقع المسؤلية لا نزال نراجع هذا الإرهاب ونحن مستعينون بالله وسنعمل ليل نهار لمنع هذه الأعمال والكشف عنها والمساهمة مع الآخرين في منع حدوثها، ولا أزال عند قولي وستكشف الأيام حقائق هذه الأمور. ** سؤال من القاعة النسائية : مع الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتجفيف منابع الإرهاب في المملكة والضربات الاستباقية التي حمت البلاد والعباد من كثير من الشرور إلا أن هذا الشر لا يزال يتوافد علينا من الداخل والخارج وكانت المفاجأة أن دخلت المرأة إلى هذه الدائرة المظلمة ودائماً سموكم يؤكد على دور المواطن ما هي توجيهات سموكم للمرأة لحفظ الوطن وأهله الطيبين؟ أجاب سموه : لا أحد ينكر دور المرأة في المجتمع، فهي الأم والأخت والزوجة والبنت، وهي في كل منزل وهي الحامية لكل ما هو داخل بيتها، دور المرأة كبير فلتنظر إلى تصرف أبنائها وبناتها وأفكارهم ومتابعتهم وتكون عوناً للأب في إيصال الأبناء والبنات ليكونوا مطمئنين لهم في تصرفاتهم وأفكارهم وبهذا يكونون سعداء وإما أن يكون العكس فيكون هناك توجهات لتلقي الأفكار الشاذة، إذن يأتي دور المرأة في إصلاح الأبناء فإن صلحوا فالحمد لله وإن لم يصلحوا فهناك دولة ترعى جميع الأبناء والبنات فليسلموهم للأيدي الأمينة التي ستحاول إصلاحهم بعد توفيق الله لهم بالصلاح، ربات المنازل والأمهات والأخوت ليسهمن مع إخوانهن لدفع الأبناء للتمسك بدينهم. ** سؤال عن برنامج المناصحة: برنامج المناصحة هو من البرامج الرائدة فهل هناك توجهات وآليات لتطويره وتوسيع نشاطه بالتعاون مع المؤسسات الأخرى وهل نتطلع إلى مركز وطني لدراسات المناصحة؟ أجاب سموه: شكراً للسائل الكريم، ولا شك أن برنامج المناصحة قد أعطى نتائج طيبة وإيجابية ونحن مسرورون بذلك وكل ما يمكن أن يرقى بمستوى هذا العمل لا بد من تحقيقه، والحمد لله أن هذا حاز على إعجاب الجهات الأمنية، إننا ماضون في ذلك لتحقيق ما يهدف إليه هذا المؤتمر، إننا نريد أن نحمي شبابنا من الانحراف في هذا المجال الذي لا يرضاه الله ولا رسوله ولا يرضاه كل مسلم مؤمن محب لدينه ثم لوطنه. عملنا ونعمل مع جامعتنا لشحذ قدرات الرجال القادرين في دراسات هذا المجال، ووصلنا إلى استراتيجية الأمن الفكري في جامعة الملك سعود وقدمناها لوزراء الداخلية العرب كما أننا على وشك الأمن الفكري سينتهي قريباً وهذا عمل علمي يستطيع أن يستفيد منه الإخوة العاملون في المناصحة وفي مركز المناصحة، وأي دراسات علمية تقودنا إلى إنشاء مركز ثابت للمناصحة أو أي عمل آخر فنحن لا نتجه إلى المظاهر بل إلى العمل الميداني الفاعل، أيها الإخوة الأعزاء الحاضرون ولكل مواطن في هذا الوطن العزيز لم يأت هذا الاستقرار الذي نعيشه الآن والأمن المستتب في بلادنا والنشاط الاقتصادي والتنمية في كل مجال والاستثمار والحرية لكل من يريد أن يخرج أو يأتي من مواطنينا أو غيرهم من بلادنا فنحن والحمد لله الأفضل أمناً واستقراراً وهذا جاء بجهود مكثفة مدعومة وموجهة من سيدي خادم الحرمين الشريفين ومن سمو ولي عهده لرجال أخلصوا لله عز وجل وأخلصوا للأمة فنحمد الله على ذلك ونشكره عز وجل وندعو الجميع إلى زيادة إيمانهم بالله والعمل من قبل الجميع ولا أحد يتهاون بعمله وإن كان قليلاً فالقيل مع القليل كثير. ** وفي كلمة للطالبات قال سمو الأمير نايف أنتن مسلمات مواطنات فعليكن أن تهتمين بذلك في مدارسكن وفي مجتمعكن وتناصحن بعضكن بعضاً ومن تجدونها شاذة في ذلك فعليكن أن تبلغوا أولياء أمرها هذا إذا عجزتم عن إصلاحها أرجو لكم من الله التوفيق فأنتن جزء من هذا الوطن فأنتن نساء المستقبل ويعتمد عليكن بعد الله في تربية النشء. ** سؤال عميد شؤون الطلاب بالجامعة الإسلامية هل هناك مشروع وطني تندرج عليه المعالجة الفكرية داخلياً وخارجياً؟ أجاب سموه: هذا ما عملنا عليه ونعمل عليه والأمن الفكري لا يقل ابداً عن الأمن العام بل قد يكون أهم لأن الفكري هو الأمر المحرك للإنسان ولا نستطيع أن نتجاهل المستحدثات في مجتمعنا ليس الوطني فقط وليس العربي فقط بل الإسلامي جميعاً من أفكار دخيلة على الإسلام، يجب علينا أن نفكر في هذا ونراجعها ونطلب ممن تأثروا بها أن يعيدوا التفكير والدراسة الذاتية حتى يعودوا إلى الصواب فكل شيء دخيل على الإسلام وليس له أصل يثبته من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم أو من التابعين لسلف الأمة وعلمائها في جميع تاريخ أمتنا فهو حتى الآن والحمد لله والتأكيد بأن عالمنا الإسلامي يزخر بقدرات علمية فعليهم أن يراجعوا الواقع وأن ينقوا الإسلام مما ليس منه ويصححوا أفكارهم ويتمسكوا بكتاب الله وسنة نبيه التي لا تشوبها شائبة وأن يتبعوا ما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: “تركتكم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك” فالإسلام ليس فيه أسرار ولا طقوس وهو واضح وله مرجعان لا ثالث لهما كتاب الله وسنة نبيه ** سؤال من الدكتورة ابتسام القرني من جامعة أم القرى: يمثل الإعلام قوة تأثيرية بالغة يطلقون عليها بالآلة الإعلامية نسبة لما تحدثه من تأثير. في رأي سموكم ما الذي ينقص الإعلام السعودي ليكون آلة داعمة لوزارة الداخلية في مكافحة الارهاب؟ شكراً على هذا السؤال المهم، مما لا شك فيه أن الإعلام مؤثر في كل المجتمع، ولا أحد يشك في تأثيره وقدرته ولكن ماذا سيحقق؟ لا شك أن دول العالم ومؤسساته ومجتمعاته تعلق أهمية على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وإذا نظرنا ما جد من تقنية خصوصاً الإنترنت الذي هو مفتوح بكل حرية ففيه الكثير من المفيد وفيه الأكثر من السيئ، إذاً لا بد أن نواجه هذا الواقع بعلم ومعرفة وأقول لا بد لإعلامنا السعودي أن يتحرك بشكل أقوى وأضخم ليواجه هذا الواقع، ولكن بالتزام ومسؤولية، وبشكل ينفع من واقع الوطن، ويجب أن نعلم على ماذا يعتمد وما هو توجهاته في الحاضر والمستقبل وما كان عليه في الماضي، لا بد أن نلتزم بديننا القويم وألا نخالف نصاً شرعياً بأي شكل من الأشكال فإذا ضمنا هذا فمصلحة الوطن واضحة في إيصال الحقيقة الصادقة النافعة لكل متلقٍ، يجب أن نواجه الواقع ونحتاج إلى الأكثر والأكثر والأقدر في العمل الإعلامي مع الالتزام بمسؤولية للقارئ والمشاهد والمستمع هذا للأسف ينقصنا وكأننا فقط نركز على الاستفادة المادية في نشر بعض الأفكار والمجادلات التي لا نفع منها، حتى نجذب المعلنين عن بضائعهم وعن احتياجاتهم وهذا لا يجوز لنا كمسلمين أولاً ومؤمنين بالله ومتمسكين بكتابه وسنة نبيه ومصلحة الوطن، فليس من مصلحة ديننا ولا دنيانا أن نكون فقط نتلقف الأخطاء بدون أن نتحقق منها، ونرحب بالنقد لكن النقد البناء الموضوعي الذي يعتمد على حقائق. وإني أناشد كل من هو في مجال الإعلام أياً كان موقعه أن يتحمل مسؤولياته وأضاف سموه:إن العصر عصر علم فإذا كان من يعمل في الطب أو غيره يستعين بصاحب الاختصاص فمن باب أولى أنه لا يكتب عن العقيدة إلا وقد استشار من هو أهل ومؤهل لهذا العلم وإما أن يتحدث بكل بساطة وهو لا يفقه من الأمر شيئاً فهذا لا يجوز، أقول للجميع فلنعمل لأن يكون إعلامنا بمستوى تطلعاتنا لأن نكون إن شاء الله من أفضل الامم حاضراً ومستقبلاً وأن نتدبر ماضي امتنا وأعمالهم الكبيرة الصادقة الصالحة ونجعلها قدوة لنا مع استعمال كل وسائل التقنية الحديثة، لتحمل المسؤولية أمام الله عز وجل ثم أمام هذا الوطن وأبنائه جميعاً. بعد ذلك تسلم سمو الأمير نايف هدية تذكارية بهذه المناسبة من مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد العقلا كما كرّم سموّه الجهات الداعمة للمؤتمر. وقد تخلل الحفل فقرة لطفلين قدما عرضاً خطابياً عن الإرهاب وآثاره نالت استحسان الأمير نايف والحضور. بعد ذلك شرّف سموّه حفل العشاء المقام بهذه المناسبة.