أظهرت النتائج الأولية الكاملة امس فوز الائتلاف العلماني الذي يقوده رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية العراقية في حين جاءت كتلة رئيس الوزراء نوري المالكي في المرتبة الثانية بفارق بسيط، غير ان المالكي أكد في مؤتمر صحفي بعد اعلان النتائج انه لن يقبل النتائج الاولية واعتبر أنها «غير نهائية» وسيقدم بها طعنا. وحصلت قائمة العراقية متعددة الطوائف بزعامة علاوي على 91 مقعدا مقابل 89 مقعدا لكتلة دولة القانون بزعامة المالكي. واثار السباق المتقارب والدعم القوي لعلاوي في المحافظات الشمالية التي يهيمن عليها السنة احتمال اجراء مشاورات طويلة ومن المحتمل ان تثير خلافات بشأن تشكيل حكومة جديدة. وجاء الائتلاف الوطني العراقي وهو تجمع شيعي يتمتع قادته بعلاقات وثيقة مع ايران المجاورة في المركز الثالث وحصل على 70 مقعدا وذلك حسب النتائج الاولية الكاملة التي اعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بعد 19 يوما من اجراء الانتخابات. واعلن علاوي انه على استعداد للعمل مع كل الاطراف «الفائزة والتي لم تفز» من اجل تشكيل الحكومة المقبلة، فيما اكد ممثل الاممالمتحدة لدى العراق آد ميلكرت ان الانتخابات العراقية كانت «ناجحة وتتمتع بالمصداقية» مناشدا جميع الاطراف «قبول النتائج مهما كانت». كما اعلنت السفارة الامريكية في بغداد وقائد القوات الامريكية في العراق مساء امس عدم وجود ادلة على حصول عمليات «تزوير بشكل واسع» في الانتخابات التشريعية في العراق. وافاد بيان رسمي ان السفير كريستوفر هيل وقائد القوات الامريكية الجنرال راي اوديرنو «يؤيدان ما توصل اليه المراقبون العراقيون والدوليون الذين لم يجدوا دلائل على وجود تزوير واسعة تشكل خطرا». وكان أنصار المالكي نظموا مظاهرة سلمية وسط بغداد امس مطالبين بإعادة فرز أصوات الناخبين يدويا قبيل ساعات من إعلان النتائج من قبل المفوضية العليا للانتخابات. وهدد المتظاهرون بالعصيان المدني في حال عدم استجابة مفوضية الانتخابات لمطلبهم ،في ظل تدابير امنية مشددة وانتشار كبير لقوات الجيش والشرطة العراقية في الوقت نفسه جدد مرشح عن قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة العراقية التأكيد على أن القائمة مصرة على الذهاب إلى المحكمة الاتحادية حال عدم استجابة المفوضية لمطالب اعادة فرز الأصوات يدويا. وقال المرشح كمال الساعدي «نحن مصرون على الذهاب الى المحكمة الاتحادية في حال عدم اجراء العد اليدوي» وأضاف «لدينا حوارات مع الائتلاف الوطني العراقي والتحالف الكردستاني وكتل أخرى.. ونتوقع نجاح هذه التحالفات.. والمعطيات الأولية تشير الى انه ليس بإمكان كتلة لوحدها تشكيل الحكومة المقبلة». من جهة اخرى توقع سياسيون عراقيون ان تخضع عملية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، للعديد من الحوارات واللقاءات التي قد تفضي الى حالة من التوافق بين الاطراف السياسية في البلاد، فالبرغم من تأكيد غالبية الكتل الرئيسة على ان الحوارات مازالت مستمرة، الا أن البوادر تشير بأن عملية تشكيل الحكومة سوف لن تكون بالعملية الهينة.كتلة «التحالف الكردستاني» ترى صعوبة في التعامل مع قائمة «العراقية» ككل، فيما يؤكد «الائتلاف الوطني العراقي» عدم رفضه المسبق لأي طرف سياسي ينوي التحالف معه، فيما تشدد قائمة «العراقية» بأنها لا تمانع فكرة الاتحاد مع «ائتلاف دولة القانون» اذا تقاربت وجهات النظر.ويؤكد محسن سعدون، عضو التحالف الكردستاني في البرلمان السابق، ان النتائج الاولية للانتخابات ووفقاً لما اعلنت عنه مفوضية الانتخابات تؤشر تقارباً بالنتائج بين ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية، موضحاً ل(المدينة)، أن»تشكيل الحكومة ستكون وفقاً للنتائج النهائية للانتخابات، فضلاً عن طبيعة التحالفات التي قد تبرم خلال المرحلة المقبلة». من جانبه، اشار ثائر النقيب، مرشح القائمة العراقية، والمقرب من زعيمها اياد علاوي، الى ان الاخير شكل لجانا للتفاوض مع كل الكتل السياسية قبيل بدء الانتخابات التي جرت الشهر الجاري، واكد ل (المدينة)، أن «الحوارات شملت الائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني فضلاً عن التيار الصدري وأثمرت عن نتائج جيدة». على صعيد آخر، قتل واصيب أكثر من 100 شخص في انفجار قنبلتين بسوق في محافظة ديالى بشمال العراق أمس. وقال مصدر أمني ان الهجوم خلف ما لا يقل عن 42 قتيلا و65 مصابا، مشيرا الى ان سيارة ملغومة وقنبلة مزروعة على جانب طريق انفجرتا في بلدة الخالص الواقعة على مسافة 80 كيلومترا شمالي بغداد.