بينما تحاول إدارة الرئيس أوباما التخفيف من حدة الخلاف بينها وبين الحكومة الإسرائيلية حول الإهانة التي تلقتها خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعلان إسرائيل بناء 1600 وحدة في القدس، بتأكيدها على أن أمن إسرائيل مرتبط بأمن الولاياتالمتحدة، وأن الخلاف بينهما هو خلاف داخل عائلة واحدة، يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على تصعيد الموقف إلى حدّه الأعلى بإعلانه أمام مؤتمر الإيباك الاستمرار في البناء الاستيطاني في القدسالشرقية التي يعتبرها «عاصمة لدولة إسرائيل». ولم يكتفِ نتانياهو بالصفعة على وجه نائب الرئيس الأمريكي أثناء زيارته لإسرائيل بل وجه صفعة ثانية للرئيس باراك أوباما نفسه بإعلان إسرائيل عن بناء 20 وحدة سكنية إضافية في القدس قبل لقاء نتانياهو مع الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي، كما أعلن أن الفلسطينيين لو أرادوا استئناف المفاوضات، فعليهم التخلّي عن معارضتهم لقيام إسرائيل ببناء مستوطنات في الأراضي المحتلة؟! الواضح إذن هو أن إسرائيل لا تعبأ بأي صوت يعلو فوق صوت الرغبة الإسرائيلية في التوسع مهما بلغت درجة المعارضة الدولية لهذه السياسة، وتمضي في تحدّي الإرادة الدولية طالما ظلت معارضة العالم مجرد «ظاهرة صوتية» لا أسنان لها. وما موقف بعض أعضاء الكنيست من قرار الحكومة البريطانية طرد دبلوماسي إسرائيلي بسبب استخدام جوازات سفر بريطانية مزوّرة في عملية اغتيال محمود المبحوح القائد في حركة (حماس)، بوصف البريطانيين بأنهم «كلاب» وبأنهم «معاديون للسامية»، إلاّ مثال لنظرة الصهيونية للرأي العام العالمي. ولا تتورّع إسرائيل عن الذهاب في تحديها للعالم كله إلى درجة التهديد «بإبادة القارة الأوروبية إذا ما تعرضت للانهيار الكامل، بما في ذلك استخدام السلاح النووي»، كما صرح المؤرخ العسكري الصهيوني البروفيسور مارتين فان كارفيلد؟! .. ولنا عودة.