على الرغم من الجهود التي يبذلها صندوق الموارد البشرية في تأهيل الشباب وتدريبهم وتوظيفهم وفقا لمسؤوليه ‘ الا ان الفترة الاخيرة شهدت انتقادات واسعة لاداء الصندوق وصلت الى حد الدعوة الى الغائه في مجلس الشورى مؤخرا بدعوى انه لم يحقق الاهداف التي انشئ من اجلها . في المقابل يرفض المسؤولون عن الصندوق هذه الاتهامات بالقصور جملة وتفصيلا ويؤكدون انه حقق اهدافه كاملة بدليل وصول اعداد الذين ساهم في توظيفهم العام الماضى الى اكثر من 54 ألف شاب بدعم اجمالى يتجاوز ملياري ريال من خلال 2174 اتفاقية تم توقيعها مع القطاع الخاص . ويتساءل منتقدو الصندوق عن حصيلته السنوية من رسوم الاقامة على الوافدين التي تقدر بحوالى 6 مليارات سنويا على اقل تقدير في ظل وجود قرابة 6 ملايين عامل وافد في المملكة تعثر الصندوق في البداية اشاد الشاب نايف جابر البرقاني بموقف بعض اعضاء مجلس الشورى الذين كشفوا تعثر الصندوق في تحقيق اهدافه بتوظيف الشباب موضحا ان غالبية من تم توظيفهم من خلاله ليسوا راضين عن وضعهم . واضاف : الصندوق اتخذ الإعلام والتصريحات الرنانة وسيلة لتحسين صورته أمام المجتمع موضحا ان الاغلبية يضحكون عندما يستمعون الى الارقام الفلكية لاعداد الذين تم توظيفهم دون التطرق الى اعداد الذين تسربوا داعيا الى زيارة المنتديات الاليكترونية للاطلاع على معاناة الشباب الجامعى مع الصندوق . ويقول الشاب عامر حسن هزازي : تخرجت من جامعة الملك عبد العزيز منذ 4 سنوات تقريباً ومن حينها أتقدم لبرنامج هدف في صندوق الموارد البشرية مع عدد كبير من زملائي الجامعيين وحتى هذا الوقت لم نحظ بأي وظيفة ولا حتى تدريب . وضم صوته الى الدعوات المنطلقة من مجلس الشورى لانتقاد اداء الصندوق الذى ينبغى ان يقدم مصلحة الشباب على زيادة رأس ماله في الحسابات البنكية. اقتراح باغلاق الصندوق اما الشاب حسن عبد الرحمن الشهري فيقول ان هناك مؤسسات تنافس الشاب البسيط على راتبه الذي قد لا يفي بمتطلباته الرئيسية وذلك عندما يجبر مكتب العمل المؤسسات بالسعودة أو يوجه بعض الشباب اليها اذ تطلب من الشباب التوقيع على عقود براتب كبير جداً من اجل الاستفادة بنصف الراتب الذى يقدمه الصندوق للمؤسسة كدعم للشباب ، غير أن بعض ضعفاء النفوس من أصحاب المؤسسات يجبرونا على توقيع قرارات بعدم استلام أو المطالبة بأكثر من نصف الراتب بمعنى إننا لا نستلم سوى ما نحصل عليه من الصندوق. وناشد الصندوق إذا كان فعلاً يريد أن يضع حداً لتلاعب تلك المؤسسات أو الشركات بأن يضعوا هذا الدعم في حساب الشاب مباشرة دون أي تدخل من صاحب المؤسسة، ومطالبة المؤسسات بكشوف إيداعات بنكية بحسابات الموظفين الحاصلين على دعم من الصندوق. ويقول الشاب عبد الرحمن خالد حلبي: أصابنا الإحباط من كثرة ما نسمع كلمة مؤهلين عن العمالة الوافدة التي في اغلبها غير مدربة من الاساس . واقترح اغلاق الصندوق وان يترك القطاع الخاص في حاله لأنه حتماً سيخضع للأمر الواقع في يوم من الأيام، وسيقوم بتوظيف السعوديين لأنهم سيصبحون الأرخص في ظل ارتفاع أسعار العقارات واقتصاديات الدول المصدرة للعمالة مثل الهند، . وطالب الصندوق بعدم منح القطاع الخاص أي دعم في حين تقوم وزارة العمل برفع قيمة التأشيرات والتأمين ورسوم الإقامة، وتأشيرة الخروج والعودة للحد من العمالة الوافدة اما رجل الأعمال خالد محمد القوفي فقال ان المتتبع لمسيرة الصندوق يلاحظ ارتفاع في معدل الدوران الوظيفي واستقطاب المتقاعدين والمركزية في اتخاذ القرار وسوء المقر وعدم تواجد فروع له في بعض المحافظات. ومن الأسباب أيضاً ضعف إدارة الموارد البشرية في التوظيف والتأهيل و التدريب والتخطيط. كما انه يعاني من عدم استقرار الإدارة العليا إلا في السنوات الأخيرة، و التشتت في برامج عديدة لا يجب أن يخوض بها مثل دخوله في أموار ليست من اختصاصه مثل التوظيف و مشاركة وزارة التعليم العالي في اختصاصها في ظل قلة الموظفين لديه. روتين وتعقيدات ويقول رجل الأعمال صالح عودة الجهني: معاناتنا مع صندوق الموارد البشرية كبيرة جداً وذلك من خلال التعقيدات الروتينية الذي يضعها أمام الشباب علماً بأن كل هذه الأموال هي أصلاً من أقامات العُمال، ورسوم رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات. واشار الى انه يضع عراقيل امام الشباب وكأن عمله الأساسي الحيلولة دون استفادتهم من برامجه . وارجع تحايل البعض من المؤسسات عليه الى عدم صرفه للشباب المسجلين في التأمينات، أو الذين سبق وأن عملوا في فندق بألف ريال، أو الذين توجد لديهم بطاقات والالتزام بنسبة السعودي . واضاف يوجد بمدرستى 13 مدرسا سعوديا لا يستفيدون من الصندوق ولذلك نحن مع إغلاقه إن لم يراجع أنظمته وتعليماته. و أوضح رجل الأعمال محمد منصور باوزير انه لايوجد هناك رجل أعمال أو شاب لم يعانِ من صندوق الموارد البشرية، موضحا انه يفتقد للكثير من العناصر الوظيفية المدربة والمؤهلة التي تجيد التعامل مع الشباب بأسلوب عصري حديث . واختلف مع الدعوات التى طالبت باغلاقه في مجلس الشورى مطالبا قبل ذلك باجراء دراسة محايدة للتأكد من عدم قيامه بدوره الصحيح ، ونظرا لأن مثل هذه الدراسة ستأخذ وقتا طويل ولن تسفر عن شيء ، لذلك نطالب بالتفكير في حلول أخرى لمشكلة العاطلين الذي تجاوز عددهم النصف مليون. ورأى أن المتأمل لما يقوم به الصندوق يرى انه ينافس وزارات وادارات الدولة ومنها وزارة التعليم العالي، وكليات التقنية، ومعاهد التدريب الفني والمهني، وكأنه يؤكد أن مخرجات هذه المؤسسات سيئة، وهذا بالفعل ما صرح به مدير الصندوق لوسائل الأعلام، وتساءل : إذا كانت هذه المؤسسات تخرج شباب تأهيلهم اقل من المطلوب بكثير، وإن كنت لا اختلف معه بهذا النظرة، إذاً فأين مخرجات صندوق الموارد البشرية، مضيفا ان شباب المجتمع ليسوا كلهم جامعيون فحسب، فهناك شرائح من الشباب العاطل تأهيلهم اقل من الثانوي والمتوسط، أين هم عن برامج الصندوق. من جهته يدعو عادل محمود مساعد الشريف لاعادة هيكلة الصندوق إذا كان فعلاً يريد القضاء على ما يسمى بالبطالة، في ظل تضخمه في الاستثمار وتجهيز المباني والمكاتب،موضحا ان غالبية الشباب ينظرون له نظرة سوداوية،