الجنادرية 25.. رحلة طويلة مع العطاء المتميز.. مشوار حافل بالإسهامات التراثية وتوثيق الأصالة والتاريخ.. في كل عام ننتطر هذا الحدث المميز لنعيش معه أياماً جميلة مليئة بكل معاني التراث والثقافة والإبداع الذي يختصر المسافات في غضون أيام ويجسّد أسمى معاني العطاء الخالص الذي ينبع من مشاعر القلب تجاه الوطن الحبيب.. ولن نضيف جديداً إذا قلنا إن «الجنادرية» بكل عبقها الجميل، لم تعد حدثاً محلياً يخص المواطن والمواطنة، بل باتت علامة بارزة في المشهد العربي الأصيل، يتابعها جميع العرب، ويحرص على التواجد بها كل عشاق التاريخ.. ف «الجنادرية» علامة مضيئة للأصالة والإبداع.. تعيد الإنسان إلى تاريخه المجيد.. تذكّره بالماضي وما يحمله من عبق وأحاسيس.. يعيش معها.. وتعيش معه.. في أحضان أصيلة دافئة نحتاجها في زمان لم يعد فيه لهذه العلاقة (الحميمة) مكان في عصر المجاملات وطغيان الماديات.. ففي خلال أيام قلائل.. تختصر لنا «الجنادرية» مسافات طويلة من سنوات خلت.. وتعيدها ببريق جديد.. وبثوب رشيق.. وبعطاء دائم ومتجدد.. والرائع دائماً في كل عام.. ضخ الأفكار الجديدة التي تسهم في دفع مسيرة هذا المهرجان أو الكرنفال السنوي إلى تقديم واعطاء صور متجددة من العطاء الأصيل الذي نتوق له دوماً ونحياه في دواخلنا ونرجو لقاءه في كل وقت وكل زمان.. فهذه الأفكار.. والعطاءات .. والاسهامات.. ما كان لها وجود لو لم تكن هناك عقول تشتعل لتنير الطريق وتقدم الطموحات والآمال إلى طريق التنفيذ الإيجابي.. وما كان لهذا المشوار الحافل أن يسير بهذه الخطى الواثبة لولا الإيمان بأهمية ما نقدمه.. للتاريخ والأجيال.. وهكذا هي «الجنادرية».. عطاء متجدد في كل عام.. أفكارً تتلالأ بمصابيح الإخلاص والتفاني في عشق الوطن.. أحلام وأمنيات وأفكار.. كلها لها هدف واحد.. ترسيخ الأصالة وتوثيق التاريخ وإبراز ما كان لا يعرفه الكثير وما لا تعرفه أجيال جديدة عن ماضٍ لا يتكرر وعشق لا يوصف.. هذه «الجنادرية».. رمز كبير في سماء الشروق والغروب.. تاريخ لا يضاهيه تاريخ.. صنعته عقول مبدعة.. ورعته (وترعاه) قيادة حكيمة.. وتسطّر حروفه من ذهب مشاعر أمة كاملة.. * * * إحساس ارفع الراس يالحر القطام واكثِر الحمد للي صانها ديرتك من عشقها ما يلام ويغضب الله على من خانها