رغم التطمينات الأمريكية التى تلقاها الجانب العربي من إدارة الرئيس باراك أوباما وموقف واشنطن الرافض لاستمرار المفاوضات فى ظل الاستيطان الاسرائيلي ، إلا أن هناك حالة من الانقسام فى الموقف العربي ما بين دول تؤيد إنهاء «عبث المفاوضات» فى ظل الفشل الذريع الذى تعرضت له عملية السلام ، وأخرى تريد إبقاء باب المفاوضات «مواربا» دون غلقه تمام ، لعل الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطا فى الوقت المناسب لإبقاء الأمل موجودا فى عملية سلام ذات جدوى. وفيما قال السفير هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية بأن هناك اتصالات جرت بين الأمين العام والمسؤولين الأمريكيين ، اكد فيها السيد عمرو موسى على الموقف العربي الرافض لاستمرار المفاوضات دون وقف الاستيطان بشكل كامل. قال عزام الأحمد رئيس كتلة فتح فى المجلس التشريعي الفلسطيني ل «المدينة» أن الرئيس محمود عباس تلقى تأكيدات من السيناتور ميتشيل بأن الإدارة الأمريكية سوف تجبر الحكومة الإسرائيلية على الامتثال لشرط وقف الاستيطان لتهيئة الأجواء لانطلاق المفاوضات غير المباشرة ، وأن هذا الوقف سيكون قاصرا على فترة المفاوضات. السفير هشام يوسف قال ل «المدينة» سوف ننتظر نتائج الاتصالات الأمريكية مع الجانب الاسرائيلي بما يؤدى فى النهاية إلى إلغاء القرار الذى اتخذ ببناء وحدات سكنية جديدة فى مدينة القدس والضفة الغربية ، وسوف تكون هناك اتصالات مكثفة حول هذا الموضوع ، كما سيقوم جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي لعملية السلام فى الشرق الأوسط بإجراء مشاورات فى المنطقة خلال الأيام القليلة القادمة حول هذا الموضوع ، وقد يكون هناك لقاء مع الأمين العام إذا سنحت الظروف لذلك. من جانبه قال عزام الأحمد رئيس كتلة فتح فى المجلس التشريعي الفلسطيني إن التطمينات وحدها لن تثنى السلطة الوطنية الفلسطينية عن قرار وقف المفاوضات غير المباشرة ، مؤكدا أن الظرف الوحيد الكفيل باستئناف تلك المفاوضات هو الوقف الكامل للاستيطان خاصة بعد القرار الإسرائيلي الأخيرة ببناء 1600 وحدة استيطانية جديدة. وأضاف الأحمد فى تصريح هاتفى ل «المدينة» أن الرئيس محمود عباس تلقى تأكيدات من السيناتور ميتشيل بأن الإدارة الأمريكية سوف تجبر الحكومة الإسرائيلية على الامتثال لشرط وقف الاستيطان لتهيئة الأجواء لانطلاق المفاوضات غير المباشرة ، وأن هذا الوقف سيكون قاصرا على فترة المفاوضات وسيكون بشكل تام. وردا على سؤال حول موقف الرئيس محمود عباس من تلك التطمينات الأمريكية .. قال الأحمد إن الرئيس أبومازن سوف ينتظر أن تتحول تلك التطمينات إلى واقع على الأرض ، حينها سيقرر ما هو الموقف من استئناف المفاوضات. لكن مصدرا دبلوماسيا يمنيا أكد فى تصريح خاص ل «المدينة» أن هناك انقساما كبيرا فى الموقف العربي من موضوع المفاوضات غير المباشرة ، وصل ذروته خلال اجتماع لجنة المبادرة الأخير. وقال المصدر إن البيان الذى خرج عن اجتماع لجنة المبادرة لم يكن بيانا إجماعيا ، حيث رفضت سوريا وقطر والجزائر استمرار المفاوضات بأى شكل من الأشكال وأصروا على سحب مبادرة السلام العربية من على الطاولة.