التقى نجوم الإنشاد السعودي والعربي في فعاليات “ملتقى القدس” الأول الذي أقيم بمدينة الرياض، في الفترة من 14-18/3/1413ه، وترنم فيها المنشدون بالأهازيج المقدسية إضافة إلى العديد من الوصلات الإنشادية التي راقت لجمهور النشيد الإسلامي. حيث انطلقت فعاليات “ملتقى القدس” بقاعة الأمير سلمان بمدارس الرياض في حي المعذر، ونظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي بحضور حشد كبير من العلماء والمفكرين والمختصين وفعاليات متنوعة تشمل محاضرات وندوات وفرقاً إنشادية وكبار الشعراء. وكان يهدف الملتقى للتعريف بدور المملكة العربية السعودية في نصرة القدس تاريخياً وحتى الوقت الحاضر، وإيضاح أن القضية الفلسطينية بصفة عامة والقدس بصفة خاصة تحتل بؤرة اهتمامات المملكة وتحركاتها. كشف النقاب وكشفت الأمسية الإنشادية الأولى عن بعض نجوم الإنشاد السعودي التي كانت تتخفى تحت ستار أسماء مستعارة بغية الاختفاء عن الجمهور، حيث لاقى في الأمسية الأولى كلاً من المنشد محسن الدوسري (أبو عبدالملك) والمنشد موسى العميرة (أبو علي) ترحيباً حاراً من قبل الجمهور الذي طالما ترنم بأناشيدهما ولم يتشرف باللقاء بهما على خشبة المسرح، كما كان للمنشدين الآخرين تميزاً رائعاً، فشارك في الأمسية الأولى كلاً من المنشد أبو عبدالملك، محمد المساعد، أبو علي، المثنى بديوي، صالح اليامي، أبو عاصم،، فرقة الأمجاد، فرقة الرواد، وفرقة برلنتي. وقد كان المنشدين أبو عبدالملك وأبو علي الأبرز في الأمسية لما نالاه من ترحيب حار وشعبية فاقت باقي المنشدين، إلا بعض نجوم الأمسية الأولى استطاعوا أن يتفوقوا في الأداء والتفاعل ما أجبر الجمهور على الإصغاء لهم وتشجيعهم، حيث أدى المنشد الصاعد صالح اليامي، أحد الفائزين في مسابقة منشد الشارقة4 وصلة إنشادية تتحدث عن الوطن لاقت تصفيقاً حاراً، كما قدم المنشد المثنى بديوي نشيداً رائعاً تغزل فيه بجمهور أهل الرياض وكسب بذلك شعبية جعلت الجمهور يتفاعل معه. إغلاق مبكر فيما جاءت الأمسية الإنشادية الثانية بمشاركة منشدين من خارج السعودية لتحمل أبرز نجوم الإنشاد العربي، فجاءت مشاركة كلاً من فرقة أمواج البحرين، فرقة الأمجاد، فرقة صدى الخليج الفنية، والمنشد عبدالقادر قوزع، يحيى حوا، سمير البشيري، ومحمد الجبالي، وكانت هذه الأمسية الأبرز بالنسبة لفعاليات الملتقى لاحتوائها على هذه الأسماء التي تحظى بشعبية كبيرة بين جمهور النشيد الإسلامي. وامتلأت قاعة الملتقى بالجماهير التي حضرت مبكراً للأمسية مما اضطر منظموا الأمسية إلى إغلاق البوابات قبل بداية الأمسية بوقت مبكر، ويقدر عدد الجماهير التي حضرت الأمسية الثانية بنحو 1500 شاب من جميع الفئات العمرية (13 - 40) عاماً، واشتعلت الجماهير الغفيرة بالترحيب لنجوم هذه الأمسية، وقال عبدالملك، أحد الحضور، الأسماء التي حضرت هذه الليلة قوية جداً، ولم أتوقع أنني كنت سألتقي بها في غير هذا المهرجان، لذا حرصت على الحضور والتبكير لأستمتع بالأداء الإنشادي الرائع. ويعد ظهور المنشد السوري يحيى حوا الأول من نوعه على خشبة الإنشاد بمدينة الرياض، حيث أكد المنشد حوا أن جمهور الرياض أقوى من جمهور كدينة جدة، حيث قال: “كنت أعتقد أن جمهور جدة أقوى من جمهور الرياض، إلا أنني وجدت جمهور مدينة الرياض أفضل”. من غير إيقاعات اعتقد جميع الحضور أن الأمسية الإنشادية الثانية ستحتوي على الإيقاعات الصوتية التي ستضفي على المهرجان جمالاً، إلا أن الجمهور فوجئ بإلغاء الإيقاعات مما جعل البعض يعتقد أن الأمسية ستفتقد إلى كثير من الإبداع والجمال، كما استعد المنشدون بكافة طاقاتهم لأن تكون هذه الأمسية فريدة من نوعها وامتاع الجمهور بالأداء الإنشادي الراقي الذي يحمل الكلمة الهادفة واللحن الشجي. وعلى الرغم من عدم تواجد الإيقاعات الصوتية إلا أن المنشدون استطاعوا أن يقدموا فناً راق لكثير من الجمهور، وأكد محمد صالح، أحد الحضور، أن المنشدون قدموا كل ما لديهم من إبداع إلا أن جمهور الرياض بالتحديد (جمهور ملول) حتى أنه لم ينتظر إلى نهاية الأمسية، فانصرفوا مبكراً وأربكوا المنشدون الذين ظنوا أن الجمهور سينتظرهم إلى النهاية كون هذا اليوم (إجازة)، على حد قول أحد الحضور. من جهته أوضح الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي “إن الندوة تبنت إقامة هذا الملتقى إبرازاً لدور المملكة المحوري الداعم والمساند للقضية الفلسطينية عبر التاريخ، وتسليط الضوء على دور الندوة في فلسطين، وتعريف زوار المعرض بمدينة القدس، تاريخها، وواقعها، وصمودها المرير في وجه الأطماع الصهيونية الهادفة إلى تهويدها وطمس معالمها”. الصوتيات السيئة تعرقل منافسة النشيد الهادف مع الغناء الماجن أثارت الصوتيات المستخدمة في المهرجان استياء كثير من المنشدين خصوصاً في الليلة الثانية من الملتقى، الأمر الذي جعل المنشدين يقفزون من أماكنهم بعد بداية أول وصلة إنشادية أحيتها فرقة صدى الخليج، حيث ظهر جلياً لكل سامع الخلل الذي أحدثته الصوتيات على أداء المنشدين وضياع روعة اللحن. وأوضح أحد المنشدين أنه لا يحب التعامل مع مثل هذه الجهات التي لا تهتم بالأمور الفنية الخاصة بالنشيد الإسلامي، معتقداً أنها لا تتفهم طبيعة المنافسة التي يخوضها النشيد الإسلامي مع الغناء الماجن. كما أحدهم “ولى زمن الاجتهادات، وحان زمن الإتقان والعمل الفني المنافس”، في إشارة إلى أن الفن الإسلامي في السابق كان يعاني من عدم الالتفات إلى هذه الأمور الفنية. وقال منشد آخر: حرمونا الإبداع، وحرموا الجمهور متعة الفن الإسلامي الهادف. واعتبر أحدهم أن منظموا الملتقى تكلفوا الكثير من المبالغ التي صرفوها لإقامة هذه الملتقى، فماذا سيكلفهم مبلغ (4 آلاف) ريال لاستئجار صوتيات تتمتع بمواصفات عالية تليق بمهرجان كبير مثل هذا؟.