ضاحي بن خلفان لك مني تحية شكر وتقدير، ولكل فرد في الجهاز الذي يقف خلفك متكئاً على تقنيات عادية، لكنها موثوقة لكشف ملابسات القضية التي ظنت إسرائيل أنها ستمر مرور الكرام، ولا من شاف ولا من سمع كما هي الممارسة الجارية في عالمنا الثالث. التقنيات مجرد كاميرات، لكنها كاميرات تعمل على مدار الساعة، جودتها عالية، وصيانتها دائمة، لم تكن من مصدر رخيص ولا عبر مناقصة مشبوهة تذهب ثلاثة أرباعها إلى المنفذين والمرتشين والوسطاء. وحسب الفريق ضاحي يزور دبي يومياً (ليس سنوياً) 15 ألف أوروبي، فكيف تم اكتشاف هذه العصابة الخطيرة التي اجتمعت للتخطيط لعملية قتل محمود المبحوح رحمه الله. كثير من ربعنا كانوا ( وربما ما زالوا) يظنون أن الأمن في دبي (نايم في العسل)، لأن الزائر بالكاد يرى رجال أمن نظاميين حتى في الأسواق الكبيرة والملاهي والتجمعات المزدحمة. الجواب، إذا كانت التقنية تغني وتجدي، فلم اللجوء إلى العنصر البشري الذي قد يتعب وينعس، ويزوغ ويتغيب، ويغش ويسرق، ويرتشي ويجامل؟ وقد يتذكر وقد ينسى، وقد يهرف بما لا يعرف، وقد يتهم دون أن يتحقق!! أما الكاميرات الموضوعة في أماكنها المناسبة بدقة، فلا يعتريها شيء مما يعتري الإنسان اليقظ الضمير، فكيف بالميت الأحاسيس!! بعد 20 ساعة من اكتشاف الجريمة رسميا، وعبر الرجوع إلى منظومة الكاميرات المنتشرة في كل مكان مطروق، تم تجميع الصور وتحليل التحركات، وربط الأحداث ثم الإعلان عن التفاصيل مقرونة بالأدلة الدامغة التي يستحيل إنكارها. ولذلك لزمت إسرائيل الصمت إلا من همهمات تهدف إلى المراوغة وكسب مزيد من الوقت لتحويل الأنظار عن جريمتها النكراء، وكل ممارساتها جرائم نكراء. تقنيات الاستعانة بالكاميرات فعالة ومجدية جداً. ولذا أنصح الزميل رئيس نادي الجوفالأدبي الثقافي تخصيص جزء من ميزانية النادي أو اللجوء إلى التبرعات لتركيب كاميرات مماثلة في أكثر من مكان يحيط بالنادي المنكوب كي يتم كشف المجرمين المعتدين سريعاً بدلاً من الانتظار شهوراً طويلة كما جرى في الحادثة السابقة التي يبدو أنها سُجلت ضد مجهول وحُفظت دون نتيجة.