أغلقت أسرة المريضة النفسية (سفيرة) الباب في وجه “المدينة” ورفضت استقبال الأخصائية الاجتماعية التي توجهت إلى منزلهم صباح أمس لدارسة حالة الأم وبناتها وتقديم المساعدة اللازمة لهم، وذلك تجاوبا مع ما نشرته “المدينة” أمس عن حالة الأسرة بحضور مدير الجمعية الخيرية للخدمات بالمدينة المنورة المهندس يحيى سيف وباحث اجتماعي؛ بسبب خوف الابنة الشديد الذي كان ظاهرا من حديثها معنا من خلف الباب لتخيلها أن الفريق سوف يتعرض لوالدتها ويخرجها بالقوة للذهاب بها إلى مركز الشرطة بسبب شكاوى الجيران عنها. غير أن طمأنتها لم تكن كافية للسماح لفريق البحث التحدث مع الأسرة داخل المنزل.وظل الجميع واقفين لفترة طويلة تحت حرارة الشمس يتفاوضون مع الأم وبناتها قبول مساعدة الجمعية وإلحاح من مدير الجمعية إتاحة الفرصة للتحدث مع الزوج أواحد الأبناء لكن دون جدوى . (أمي ليست مريضة) وأمام إقناع الأخصائية الاجتماعية بنات المريضة من خلف الباب بإمكانية متابعة علاج والدتهم في المصحة النفسية نفت احدى بناتها أن تكون والدتهم مريضة وقالت أمي تأخذ علاجها وحالتها جيدة وما يقوله الجيران عن مرضها غير صحيح فأولاد الجيران هم من يتعرض لأمي أثناء ذهابها إلى البقالة في الحي لشراء طلباتنا وهم من يقذفها بالحجارة وحتى جارنا الذي رأيته يتحدث معكم من فتحة الباب يكذب عليكم واحلف لكم انه ضرب أمي ورماها على الأرض مرتين حتى أخي مرزوق يكذب عليكم وبلهجة سريعة غيرت طريقة حديثها الهادئة وقالت :”ماذا تريدون منا هيا اذهبوا لا نريد مساعدة ولا نوافق أن تأخذوا أمي من عندنا”. وفي هذه الأثناء ردت والدتها (سفيرة) من خلف الباب بصوت بائس تبدو عليه العلة:” ما في احد في البيت مرزوق طلع وترى الجيران يكذبون وأنا ما حرقت شيئا في الشارع” في إشارة تؤكد ما شاهدناه من آثار لنار أضرمتها خلف منزلها في كومة نفايات. (الأب غاضب) وفي أثناء حديثنا مع الجار المقابل لمنزل الأسرة حضر زوج المريضة (حمدان) وتبدو على ملامحه نظرات حادة وسألنا بانفعال وغضب عن سبب حضورنا.. وكان حريصا على عدم استمرار الحديث معنا لاسيما عندما واجهته “المدينة” بما قاله ابنه مرزوق وما ذكره الجيران عن العنف الذي يعامل فيه أسرته خاصة زوجته وتهربه من سؤالنا حول صحة ضربه لابنه (محمود) 12سنة الذي توفى قبل عشرين عاما إثر ما تعرض له من عنف ومات أمام نظر والدته (سفيرة) التي لم تحتمل الصدمة في ذلك الوقت ولكنه تهرب من الإجابة وكذّب جاره واتهم ابنه مرزوق بالمرض والجنون. (ليس ضربا لزوجتي) وعن رفضه تزويج بناته قال: أنا (ما أبغي أزوجهم وليس لأحد تدخل في بناتي) كما علل ضربه لزوجته سفيرة أنه ليس ضربا بل يكتف يديها ليحملها للمستشفى إذا فاجأتها الحالة النفسية وهذا لمصلحتها وحمايتها من نفسها مؤكدا(حمدان) أن مستشفى الصحة النفسية لا يحجزون زوجته في المستشفى عندما تثور وتتهيج نفسيا لعدم توفر سرير، ويساعدونها بالإبر المهدئة فقط ، مشيرا إلى انه يأتي بمن يقرأ على زوجته ويرقيها بالقرآن لعلها تتماثل للشفاء في أحد الأيام. (الأب يرفض المساعدة) وفي عناد ومكابرة واضحة رفض زوج سفيرة التجاوب مع مدير جمعية الخدمات فيما عرضه من مساعدات اجتماعية تعين حالة الأسرة وتخفف وطأة الاعتلال النفسي التي تعاني منها الأم وبناتها .قائلا بالحرف الواحد:” لا أريد مساعدة من أحد ولا أريد تدخلكم”.. كما رفض مقابلة الأخصائية لزوجته وبناته. (حقوق الإنسان مغلق) لم نستطع الحصول على رد هيئة حقوق الإنسان من خلال المتحدث الرسمي للهيئة لاستمرار إغلاقه للجوال حتى الانتهاء من كتابة المادة .