ما أجمل الدنيا نراها بأعيننا حلوةً خضرة جميلة وكأنها لوحة رسام أودع فيها جميع ما يملك من مهارة في فن الرسم، ولكنها صنع الله جل جلاله الذي أتقن كل شيء هو الذي بسط أرضها وأرسى جبالها وأجرى أنهارها وسخر فيها كل ما ينفع بني آدم، ولقد حببت إلينا وجبلنا على التنافس فيها والجري وراء ملذاتها والسعي بحثاً عن لقمة العيش وهذا لا يتنافى مع الشرع الحنيف، ولكن للاسف الشديد البعض منا يبحث عن رزقه ولا يبالي أهو حلال أم حرام غافلاً عن أن الله سيحاسبه على ذلك. عزيزي القارئ.. أريد أن أقف معك قليلاً واسألك ولنتمعن ملياً أنا وأنت ما نهاية هذه الدنيا؟! أعلم أنك سوف تجيب وتقول نهايتها الفناء، إذاً.. إذا كنا نعلم سوياً أن نهايتها الخراب فإذاً لماذا الركون إليها والتشبث بها، أنا لا أعارض ولا أنفي أن الله أمرنا بإعمارها وأنه لم ينبهنا أن نبحث عن كل ما يسعدنا فيها بغير ما يغضب الرب تبارك وتعالى وإننا كما نعمرها بالدور والقصور ففي المقابل نعمرها بطاعة الله وذكره وشكره سبحانه، ألم يقل رسول الهدى صلى الله عليه وسلم : (إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها) هذا أبداً ليس فيه تعارض بين إعمارها حسياً ومعنوياً، حسياً بتشييدها وبنائها على أفضل النظم والعمران ومعنويا بطاعة الله وإقامة أمره واجتناب ما نهى عنه وأيضاً كما يكون بناء الأرض بالعمران يكون بناؤها بالعلم الشرعي والتكنولوجي أخص هنا التعليم التكنولوجي لأنه بالعلم تنهض الدنيا وإلا فكيف استطاع الغرب أن يبنوا أرضهم ويعمروها على أساس متين وعلى أجمل شكل وعمران أليس هذا كله بالعلم، إذاً فلماذا لا نوزن الأمور ونجعلها في نصابها ونقوم بإعمار الأرض بخشية الله وبالعلم بشتى أنواعه لنحصل على نتيجة مضمونة بإذن الله وبذلك تكون سعادة الدارين، ولا ننسى أنها زخرف الدنيا. إبراهيم عبدالرحمن الردة - جدة