تذمّر مصنعون وطنيون من ظاهرة إغراق السوق بالجرانيت الصيني في السوق السعودي مطالبين بحماية المنتج الوطني من الاغراق، والذي وفّق ما يراه المصنعون المحليون انه يفتقد للمواصفات والمقاييس، مشيرين إلى ان هناك امورا فنية لا يمكن للمستهلك العادي معرفتها، وهو ما يعتبر حسب وصفهم”غشا تجاريا” مؤكدين ان المنتج السعودي من الجرانيت يتمتع بمواصفات عالمية ومطابق للمواصفات والمقاييس، بالاضافة إلى اعتدال اسعاره مقارنة بالمنتج الاجنبي المستورد من الصين. وكشف عبد العزيز الغنيم مدير عام شركة اليمامة للجرانيت والرخام ان السوق السعودي أغرق بالجرانيت الصيني مستغلا انخفاض سعره، وهو ما جذب إليه المستهلك، الذي لا يدرك حجم الفروقات التصنيعية التي تميز المنتج الوطني عن المستورد. وأضاف ان إزدياد الحركة العمرانية وتنوع أساليب التشطيب المعمارية جعل هناك فرصة لدخول المنتج الصيني ومنافسته لمثيله الوطني. مشيرا إلى ان المنتج الوطني يستحوذ على 50 في المائة من السوق السعودي الذي يبلغ حجمه مليار ريال يتقاسمها خمسة منتجين يتقاسمون أكثر من 4ملايين متر مربع ، بقيمة تقديرية تصل إلى 400مليون ريال . وأكد الغنيم أن المعمارين والمقاولين، ومعظم المواطنين يفضلون الجرانيت الوطني بسبب جودته وسماكته ومحافظته على لونه، مؤكدا أن جودته عالية على العكس الجرانيت الصيني الذي يرى ان به مشاكل هندسية وفنية ويتغير لونه بعد مرور فترة قصيرة من الزمن ليزول لمعانه، مشيرا إلى إن ذلك يعد خللا في الجودة من وجهة النظر الفنية . *العمر الافتراضي من جانبه اكد علي محمد “مهندس” ان الجرانيت الوطني افضل من حيث العمر الافتراضي إذا جاز التعبير، مشيرا إلى ان الجرانيت الصيني لا يحتفظ بدرجة لمعانه، ناهيك عن ان سُمك القطعة له دور كبير في عملية السعر، وتلك النقطة لا يدركها المستهلك العادي الذي يبحث في المقام الاول عن السعر. حيث أكد محمد سلامة “بائع” أن المواصفات والمقاييس تختلف وفق السماكة إذ ان الجرانيت عادة يستخرج بشكل طبيعي من الجبال، نافيا ان تكون هناك مواصفات محددة بسبب انه منتج يستخرج من الطبيعة، يقطع بلوكات من الجبال ويقطع ثم يجلّى ثم يباع. وأضاف: باستطاعة اي مصنع في اي دولة إنتاج الجرانيت بالتحكم بالمنتج وسماكته التي قد تزايد عن 2سم او 1.88سم مربع وفق قيمة المنتج ، وأكد أن نفس الطريقة تتم في كل الدول المنتجة سواء الهند او الصين او تركيا او ايطاليا او المملكة . واوضح محمد مازن “بائع” ان المنتج السعودي يعتبر أجود ومرتفع السعر عن المنتج الصيني حيث أن سماكته اعلى وتصل إلى 2سم مربع واكثر لمعانا وجودة ولهذا السبب هو أغلى بنسبة 100في المائة عن الصيني حيث يصل سعره إلى 100ريال للوح الواحد فيما سعر الجرانيت الصيني لا يتجاوز 50ريالا ويختلف وفق الجودة المطلوبة من المستورد. وقال سعيد الغامدي “مسؤول إداري” : إن الجرانيت منتج يتم تكوينه من الصخور النارية المنتشرة بمناطق الدرع العربي حيث يسهم إختلاف التكوين الجيولوجي للجرانيت الوطني في استخراج الوانه المتميزة مما زاد الإقبال عليه محليا ودوليا . ويبلغ حجم الاستيراد من الجرانيت الصيني 40في المائة حيث ينتشر في السوق السعودي ويقل سعره بنسبة 50في المائة على حد قول المصنعين الذين يعملون مقارنة المنتج الصيني مطالبين بحماية المنتج السعودي من خلال الهيئة المواصفات والمقاييس السعودية التي تعمل على وضع مواصفات تحمي المنتج السعودي. من جانبه أكد الدكتور طارق كوشك «مستثمر» أن صناعة الجرانيت السعودية تختلف عن مواصفات الجرانيت الصيني المستورد ، وأضاف: المصنعون للجرانيت الصيني يدخلون مواد تجعله ذا لمعة بسبب انها مادة لاصقة على نفس الصخرة وبعد سنتين إلى سنتين ونصف تتراجع درجة اللمعة ، وأضاف: ان الفرق بين الجرانيت السعودي والجرانيت الصيني ان السعودي يستخرج منه 10أمتار بسبب صلابته بينما الصيني يقطع 40مترا بسبب عدم صلابته إضافة لذلك أن الإمتصاص للجرانيت السعودي يصل إلى 3.5في المائة فيما الصيني قوة الإمتصاص به ما بين 87 او 77 في المائة ، وهذا الأمر يؤثر على الجرانيت من حيث تغير اللون ومن حيث ، اما درجة التفتت فنجد ان الجرانيت السعودي أكثر صلابة في الأرضيات والواجهات في الأسواق والمباني حيث يتحمل إلى اكثر 98سنة فيما الصيني لا يتجاوز سنتين ونصف حيث يتفتت سريعا !! وأكد كوشك ان الهدف من سياسة الصين الإغراقية هو السيطرة على السوق السعودي بسبب عدم الوعي من قبل المستهلك وعدم إدراكه للفرق بين الصناعة الوطنية والصيني وتفضيله للصيني بسبب رخصه وبريقه الذي قصد من خلاله جذب المشتري وأضاف ان هذا الأمر سبب إغلاق ما يقارب10محاجر في نجران ولو أستمر الوضع لقفلت مصانع عديدة ومحاجر أخرى ليتحول السوق السعودي للاستيراد بعدما كان يصنع ويصدر ويبيع على المستوى العالمي والمحلي ، بسبب إغراق المنتج الصيني . وأشار كوشك إلى وقف التصدير للدول الأوروبية والولايات المتحدة والبرازيل بسبب منع التصدير إلا بعد التصنيع حيث يكلف قص المتر المربع من الصخر الجرانيتي 80 ريالا وتباع في السوق بسعر 140ريالا والبائع يبيعه بسعر 160ريالا بعكس الصيني الذي يباع ب60ريالا. وأنتقد كوشك وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك بسبب عدم إهتمامها بهذا الأمر رغم شكوى المصنعين بسبب ضعف الامكانيات الإعلامية وعدم الوعي للجمهور بأهمية شراء الجرانيت الوطني بسبب جودته العالية الذي يعد الأفضل على مستوى الشرق الأوسط بسبب صلابته وتوفر معظم الألوان الغامقة التي يتميز بها الجرانيت السعودي ولحماية المنتج الوطني ومساعدة المحاجر والمصانع الوطنية للنمو والتصدير لحماية الصناعة الوطنية ودعم الاقتصاد الوطني من سيطرة الصناعة الأجنبية خاصة الصينية التي ترغب في إغراق السوق والسيطرة عليه والإنفراد به بعد إختفاء المنتج الوطني لينفرد في السوق السعودي ويرفع أسعاره رغم رداءة صناعته ولتتحول المحاجر بيد المستثمر الأجنبي الذي سيتحكم في السوق ويسيطر عليه . «المدينة» حاولت الحصول على رأي رئيس جمعية حماية المستهلك محمد الحمد ، إلا انه امتنع عن الرد فيما يخص موضوع الجرانيت الصيني، مشيرا إلى انه يودّ الاطلاع بشكل موسع عن الموضوع .