اسم الكتاب: ديوان أبي طالب (عم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) جمعه وشرحه: د. محمد التونجي دار النشر: دار الكتاب العربي - بيروت عدد الصفحات: 104 صفحة الطبعة: الأولى – 1414ه (1994م) العرض: لا شك أن التحقيق والشرح في مجال الأدب والشعر يحتاج إلى أدوات كثيرة، وذلك لاحتواء الكثير من الدواوين على مسائل تاريخية ولغوية وأعلام وغيرها، ولعل من تلك الدواوين هو: ديوان أبي طالب عم الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم، الذي يعتبر من الدواوين المهمة، لما يُعرف عنه من شعر جيّد. ولديوان أبي طالب عدة طبعات، منها “غاية المطالب في شرح ديوان أبي طالب” للشيخ الأزهري محمد خليل الخطيب المطبوع في القاهرة سنة 1950م. وكذلك قام الشيخ محمد حسن آل ياسين بتحقيق ديوان أبي طالب الذي هو من صنعة أبي هفّان المهزمي البصري وصنعة علي بن حمزة البصري التميمي، من منشورات دار الهلال ببيروت عام 1421ه. وكذلك فقد قام الدكتور محمد التونجي باستدراك على الشيخ الأزهري محمد خليل الخطيب آنف الذكر، ومع اطلاعنا على هذه الطبعات الثلاث ومراجعة بعض المصادر التي اعتمدها، رأينا أن التونجي وقع في مسائل كثيرة، كان الأجدر به عدم الوقوع فيها، ومنها: 1. هناك أكثر من 30 بيتًا لم يدرجها في تحقيقه هذا، رغمًا أننا رجعنا إلى بعض المصادر التي تناولها في تحقيقه كشرح النهج لابن أبي الحديد وغيره، واستقى منها معلوماته، فرأينا أنه لا يذكرها في تحقيقه هذا الديوان. 2. وجود حوالى 25 شاهدًا تختلف رواياتها، دون أن يشير إليها في تحقيقه، وكان المفترض أن يشير إليها، ليكون العمل أوسع وأشمل، وهذا الاختلاف بالتقديم والتأخير تارة، وبالاختلاف الكلّي تارة أخرى. 3. من عمل الدكتور التونجي في تحقيقه هذا، أنه يشير إلى رقم القصيدة في شرح الخطيب لديوان أبي طالب، بينما هناك بعض القصائد لا يشير إلى أرقامها. 4. من الأخطاء التي وقعت أثناء تحقيقه، قوله صفحة 63 أن الخطيب انفرد بذكر البيت 91 من القصيدة، وحين الرجوع إلى شرح الخطيب لا نرى أنه يثبت ذلك البيت في تلك القصيدة. 5. وقع الدكتور كذلك في خطأ تاريخي وذلك بقوله في الصفحة 30: وقال يرثي أخاه الزبير، وفي الهامش يقول: الزبير هو ابن عبدالمطلب من رجالات قريش في الجاهلية قتل يوم أجنادين شهيدًا في خلافة أبي بكر، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحبه. ومعلوم أن أبا طالب توفي قبل الهجرة، فيا ترى كيف يرثي أخاه في خلافة أبي بكر!! وخلافة أبي بكر كانت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عام 11ه، ووقعة أجنادين سنة 13ه. 6. هناك بعض الأخطاء المطبعية التي لا تؤثر على سير التحقيق، إلا أني أتمنى في العمل المحقق أن يخلو من الأخطاء المطبعية سواءً في أرقام الصفحات أو الطبعات أو غيرها، ليكون العمل أكثر دقة، وليكون مصدرًا مهمًا حال خلوّه من هذه الأخطاء. 7. لم يضف إلى عمله هذا مراجعة بعض مخطوطات الديوان التي قد تكون في إحدى خزائن الكتب العربية والأجنبية وأضافها إلى استدراكه، ليكون العمل أكثر شمولية ونفعًا، مع العلم أني وقفت على عناوين لنسخ الديوان ولم يتسنَّ لي الوقوف عليها. نسأل من الله العلي القدير أن يوفق الدكتور وغيره من المحققين في استخراج تراثنا العربي بكل صوره وأشكاله، ليتسنى لنا الاطلاع عليه والاستفادة منه.