كشفت صحيفة فرنسية أمس أن العقل المدبر في عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح كان يحمل جواز سفر فرنسيا، فيما جددت اسرائيل امس نفيها للاتهامات التي وجهتها شرطة دبي الى جهاز الموساد بالوقوف خلف عملة الاغتيال. وقال تقرير لصحيفة «لوباريزيان» الفرنسية انه استنادا إلى أقوال المحققين فإن الفرنسي الذي يحمل اسم بيتر الفينجر حسب جواز السفر يعد العقل المدبر لعملية الاغتيال. الى ذلك، وفي مواجهة العاصفة الدبلوماسية التي اثارتها قضية جوازات السفر المزورة، نفت اسرائيل امس الاتهامات التي وجهتها شرطة دبي الى جهاز الموساد. وقال مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم كشف اسمه ان «شرطة دبي لم تقدم في هذه القضية اي دليل ذي طابع اتهامي». واعلن قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم امس الاول «ان وقوف الموساد خلف القتل اكيد بنسبة 99 % ان لم يكن 100%». وقال المسؤول الاسرائيلي «حتى اليوم لا احد يعرف ما الذي جرى. شرطة دبي لم تشرح حتى ظروف وفاة» المبحوح، الذي عثر على جثته في احد فنادق دبي في 20 يناير. وشدد على انه «ليس هناك اي دليل حتى على انه اغتيل. كل ما نراه على اشرطة فيديو هم اشخاص يتحدثون على الهاتف». وبناء عليه اعتبر المسؤول الاسرائيلي ان التهديدات باصدار مذكرة توقيف دولية بحق رئيس جهاز الموساد مئير داغان «سخيفة». من جهة اخرى قلل المسؤول الاسرائيلي من شأن استدعاء الممثلين الدبلوماسيين الاسرائيليين في كل من بريطانيا وايرلندا وفرنسا والمانيا لطلب توضيحات حول جوازات السفر المزورة من هذه الدول التي استخدمها بحسب دبي اعضاء المجموعة المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال. وقال ان هذه الدول «طلبت فقط مساعدة من اسرائيل بشأن استخدام جوازات السفر هذه». كما اعتبر مسؤول اسرائيلي آخر انه «نظرا الى عدم وجود ادلة، من المتوقع طي القضية سريعا»، بحسب ما نقلت صحيفة هآرتس امس على موقعها الالكتروني. اما وسائل الاعلام الاسرائيلية، فألمحت بشكل واضح امس ايضا الى وقوف الموساد خلف تصفية القيادي في حماس الضالع في قتل جنديين اسرائيليين والذي تعتبره اسرائيل صاحب دور اساسي في تهريب الاسلحة الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس. وان كانت وسائل الاعلام هذه تجمع بصورة اجمالية على تبرير هذا النوع من العمليات، الا انها تبدي مخاوف من التعقيدات التي قد تنتج عن استخدام الموساد فيها جوازات سفر مزورة وهويات منتحلة. وانتقدت صحيفة «جيروزاليم بوست» المؤيدة للحكومة وسائل الاعلام البريطانية التي نددت بشدة باستخدام جوازات سفر بريطانية مزورة، وهي وسيلة لجأ اليها الموساد في الماضي. وكتبت الصحيفة الصادرة بالانكليزية ان «ثمة ما يدعو الى الاعتقاد بأن بعض شرائح المثقفين والاعلاميين في بريطانيا كانوا سيبدون رد الفعل ذاته لو كان اسامة بن لادن او ادولف ايخمان في فندق (دبي)» في اشارة الى زعيم تنظيم القاعدة و “مجرم الحرب النازي” الذي خطفه الموساد عام 1960 في الارجنتين واعدم عام 1962 بعد محاكمته في اسرائيل. واضافت الصحيفة ان «الذين ينددون بالموساد لا يفهمون ان الغاية تبرر الوسائل احيانا».