أبدى عدد من الفنانين الكبار أسفهم الشديد لما جرى للموسيقار الكبير طارق عبدالحكيم من مضايقات وعدم تقدير لمشواره الفني الكبير وعطاءاته الإبداعية التي ستظل محفورة بماء من ذهب في سجل تاريخ الفن السعودي. وقالوا ل “المدينة” ان القرار الذي اتخذه الموسيقار بمغادرة المملكة والاتجاه إلى القاهرة لقضاء بقية حياته بها، هو قرار مؤلم له ولنا، فطارق عبدالحكيم رمز من رموز الفن والإبداع، ولا يجب أن تكون هذه مكافأة ما قدمه للفن والإبداع السعودي في رحلته الطويلة منذ أكثر من ستين عاما. ضربة موجعة أبدى الملحن الكبير سامي إحسان حزنه الشديد على رحيل الملحن طارق عبدالحكيم الذي غادر المملكة متجهاً إلى القاهرة حيث قرر الإقامة هناك معترضاً على بعض المضايقات التي طالت متحفه التاريخي الذي قام ببيعه بالكامل، وقال إحسان ان رحيل عبدالحكيم بهذه الصورة يعتبر أمراً صعباً للغاية فكان يجب علينا أن نقف إلى جانبه وندعمه، ثم لماذا تمت مضايقته بهذه الطريقة الاستفزازية؟! وأضاف: كنت أتمنى أن يكون طارق عبدالحكيم ملحناً لإحدى المهرجانات الوطنية الكبيرة فهو عميد الفن لدينا وهو من أخرج محمد عبده وغيره، ولا شك أن رحيله هو بمثابة ضربة موجعة لنا جميعاً، فهو لم يُعط حقه من الاهتمام الذي كان ولابد أن يُعط لفنان في قامة طارق عبدالحكيم، وأنا من الذين كنت أحضر عنده في المتحف ولم أشاهد طوال عمري ما يتطلب إغلاق المتحف وحتى وأنا جالس في مجلسه لا يوجد إزعاج فكيف يطالبون بإغلاق متحفه؟!. وطالب الفنان سامي إحسان بتكريم طارق عبدالحكيم وقال: لا يوجد لدينا تكريم للمبدع حتى بعد وفاته، فكم مرة تذكّر التلفزيون السعودي أو غيره أعمدة الفن سواء الباقين أو الذين رحلوا، أو أي شيء يجعل على الأقل وجود شيء من الصلة بين الجيل الجديد وجيل العمالقة؟ وبالفعل طارق عبدالحكيم بكى كثيراً على ما جرا له ولكن لم يسمعه أحد!. الرحيل الهادئ من جهته وصف الملحن صالح الشهري مغادرة طارق عبدالحكيم للمملكة متوجهاً إلى القاهرة بالرحيل الهادئ للكبار، وقال الشهري: كان الرحيل الهادئ لعميد الموسيقى طارق عبدالحكيم فصلاً أخيراً في حياته الفنية التي عاشها، لكن الفصل الأخير من حياة الموسيقار عبدالحكيم كان قاسياً حقاً، فهو رحل في هدوء وصمت عميقين، وكثيرون في الوسط الفني لم يسمعوا برحيله إلا من خلال صحيفتكم، فالخبر جاء مفاجئاً، وفي وقت غير مناسب تماماً. وأكد الشهري أن طارق عبدالحكيم فنان يحظى بانتشار عربي وفنان يصعب تهميشه عن أي مشهد فني، فهو فنان قدير قدّم كل ما لديه، فهو عاش بدايات الحركة الفنية في المملكة، فكسب خبرة السنين التي جعلته عميداً للفن، وأتمنى من أستاذنا طارق عبدالحكيم أن يعود إلينا، فنحن بحاجة إليه دائماً لنستقي من خبراته الكبيرة. من الرواد الفنان المطرب محمد عمر وبنبرة حزينة قال: طارق عبدالحكيم يحمل الكثير من العطاءات الفنية الكبيرة، فأعماله الفنية أكثر ضخامة وتنوعاً من أن يتم حصرها في سطور.. هو واحد من روّاد الحركة الفنية السعودية، قدم أعمالاً ستبقى محفورة في ذاكرة المستمعين سواء وطنية أو عاطفية، وأما قراره بالرحيل إلى خارج البلاد فهل هي محض صدفة أن يقرر الرحيل ويبيع متحفه الكبير؟ هل سينام قرير العين الآن بعد أن اطمأن على مصير فنانيه الذين قدمهم للساحة الفنية وأصبحوا أعلاما بارزة في سماء الأغنية العربية وقدم معهم أروع الأعمال؟ فيبدو أنه قرر الرحيل على مضض، ولكن لم ير أمامه إلاّ أن يرحل!.