أبان الشيخ الدكتور صالح السدلان أستاذ الفقه في قسم الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أنه ممن يحبون المشي وزيارة الأماكن الهادئة ذات الطبيعة الأخاذة، لأنها تساعده على التركيز، ويحرص كذلك على رياضة المشي لأنها من أفضل أنواع الرياضة المحببة إلى نفسه، إضافة إلى أنه كثير الأسفار شرقاً وغرباً. طفولة مغامرة يحكي السدلان عن طفولته قائلاً: طفولتي قضيتها بين الدراسة في المدرسة وتعليم والدي لي، وبين اللعب مع زملائي في الشارع في أوقات الفراغ في فترة العصر. كنا نمارس بعض الألعاب التي كانت في ذلك الزمان. ويسترجع السدلان أحد المواقف الطريفة التي مرت به ويسردها قائلاً: لا أنسى موقفاً مخيفاً حدث لي ولأصدقائي، فقد كنا نذهب للمدرسة سوياً، وكانت مدرستنا تقع في شارع مسدود كنا نسميه آنذاك (شارع سد). وفي أحد الأيام وبينما نحن مجتمعون أمام باب المدرسة في انتظار أن يفتح لنا فاجأتنا امرأة مجنونة وفي يدها عصا تجري نحونا وتصرخ. فزعت أنا وأصدقائي ولم نعرف أين نذهب أو كيف نتصرف! فانطلقنا جميعاً إلى بيت الجيران الذي بجانب المدرسة، كان بابهم مفتوحاً في ذلك الوقت. فاقتحمنا المنزل ودخلنا جميعاً. ورغم أن البيت كان صغيراً ولم يسعنا جميعاً، إلا أننا تمكنا من الدخول وأغلقنا الباب دونها. فخرج صاحب المنزل وطردها وانتهت القضية على خير . هوايات متنوعة. وعن هواياته يقول السدلان :أحب القراءة كثيراً، خصوصا أمهات الكتب، وأهم الكتب عندي والتي لا أملّ من قراءتها هي مؤلفات الإمام ابن تيمية، ومؤلفات ابن حزم، وابن القيم، وابن دقيق، وهذه أهم الكتب وأقربها إلى نفسي. وعن كيفية القراءة يقول: أحب أن اجلس في مكان هادئ بعيداً عن الضوضاء، فالمكان الهادئ أفضل الأمكنة التي يقضي فيها الإنسان وقته، فإن كان يكتب فهو يكتب كتابة محكمة، وإن كان يقرأ فإنه يقرأ قراءة دقيقة بإدراك للمعاني. فإذا اجتمع الهدوء والسكينة مع الطبيعة الجميلة كان ذلك أفضل. ويكمل السدلان حديثه قائلاً: أنا كثير الأسفار، أسافر للهند وأسبانيا ولندن، حيث أحضر المؤتمرات والندوات الإسلامية، لكن أحب دولة إلى قلبي هي الدولة التي نحقق فيها ما نبتغي. سواء كان مؤتمرا أو دعوة أو تدريسا أو لقاء. فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله) أمانٍ تحققت وعن أمانيه التي تمنّى تحقيقها يقول: كثيرة هي أحلامي وأمنياتي التي تحققت بفضل الله جل وعلا، فمنذ أن كنت صغيراً تمنيت أن أمتلك دراجة وتحقق لي مرادي، وتمنيت دراجة نارية في شبابي وحصلت عليها، ثم حصل لي بها حادث سلمت منه والحمد لله. وكذلك تمنيت بركة سباحة وحصل ذلك لي. كما تمنيت أن أرى نفسي في عمل اخدم به ربي وديني وتحقق ذلك ولله الحمد. موقف طريف يذكر السدلان أحد المواقف الطريفة التي واجهته من أسئلة المستفتين، ويقول: اقترب مني أحد السائلين في الحرم أثناء أحد مواسم الحج، سلمّ علي ثمّ قال : يا شيخ أنا أعلم أن زوجتي وهي حائض لا يجوز لها أن تطوف. قلت له: نعم هذا صحيح..قال: وأنا يا شيخ؟ قلت له: ماذا؟ هل أنت حائض؟ فانفجر ضاحكاً. وقال: لا. فضحك الناس جميعاً. لأن صوته كان عالياً والناس قريبون منا. فقلت له أنت افعل ما يفعل الحاج ولا تنتظر زوجتك حتى تطهر. فغادر ضاحكاً ومسلِّماً.