صدق من قال «ومن الحب ما قتل» فقد احترت وغلب حماري في تحليل حالة العشق والحب التي تربط بين الاتحاد وأبنائه الاتحاديين هل هي حالة طبيعية كتلك التي يجب أن تكون بين المحب وحبيبه أو شكل ثانٍ يجهله العارفون بأمور العشق والعاشقين وإلا كيف نفسر ما نشاهده ونسمعه من الاتحاديين وناديهم يترنح ويحتاج إلى العون والمساعدة من الجميع حتى يسند طوله ويعود للركض من جديد فالمفروض أن يأتي العلاج بمبادرة من أبنائه ومحبيه بدلاً من حالة التشرذم والمهاترات وتعميق الجراح وتكريس حالة الانقسام داخل أروقته والغريب جدًا أن يحصر عدد كبير منهم مشكلة فريق كرة القدم في شخصين هما ( فراس التركي وحمد الصنيع ) فهل هي تصفية حسابات معهما حتى يكون المطلوب منا أن نخالف المنطق ونصدق هذه المقولة فالفريق ومن وجهة نظر شخصية يعود تراجع مستواه وإخفاقه في المنافسة على ثلاثة من بطولات هذا الموسم للأسباب التالية : 1. ضياع البطولة الأسيوية التي حشد لها الاتحاد كامل عدته وعتاده فكانت الخسارة مؤلمة فهزت أركان العميد وتأثر منها الجميع وبالأخص اللاعبين الذين كانوا يمنون النفس باللقب وبالتالي التأهل لبطولة كأس العالم للأندية في أبو ظبي وهذا التأثر كان طبيعيًا لأنهم بشر لهم مشاعرهم المعرضة للحزن كما هي تتقبل الفرح. 2. تخلي أعضاء الشرف عن دعم ناديهم والوفاء بالوعود التي وعدوا بها الدكتور المرزوقي قبل استلامه الرئاسة باستثناء العضو الداعم فهو الوحيد تقريبًا الذي التزم بوعده للدكتور، وترتب على عزوف أعضاء الشرف عند الدعم ضعف الموارد المالية اللازمة التي يستطيع بها العميد البقاء ضمن أندية المقدمة فالبطولات مهرها غالٍ. 3. افتقار فريق كرة القدم للمواهب الشابة القادرة على احتلال مكان بعض اللاعبين الأساسيين الذين شهدت مستوياتهم تراجعا طبيعيا بفعل عامل السن وهي مشكلة سبق لرئيس أعضاء الشرف السابق الأمير خالد بن فهد أن نبه لها قبل عامين تقريبًا ولكنها لم تعالج حتى تاريخه مع أن حلها ممكن ويكمن في استقطاب المواهب الواعدة من الأندية الأخرى بمختلف درجاتها فالكرة السعودية غنية بالمواهب التي تحتاج إلى صقل وتهيئة في نادٍ كبير مثل نادي الاتحاد الذي كانت له سوابق في هذا الخصوص. 4. التأثير على مستوى نجم الفريق وقائده محمد نور من قبل بعض أعضاء الشرف فكان التأثير نفسيا وليس فنيا وانعكس ذلك على بقية اللاعبين الذي يمثل لهم نور الكثير. 5. تعمل بعض الأقلام الاتحادية على ترسيخ مفهوم غريب في نفوس جماهير العميد مضمونه أن النادي لا يمكنه الاستمرار إلا بوجود أشخاص بعينهم وهو مفهوم خطير لن يؤثر على مسيرة الاتحاد حاليًا فقط ولكن سيمتد ذلك للمستقبل لأن هذا الكيان الكبير لن يتوقف إذا ابتعد هؤلاء مهما كان حجمهم ولا ننسى انه عميد الأندية السعودية وعمره الزمني أضعاف أعمار هؤلاء ؟! الخلاصة : ما يمر به الاتحاد حاليًا وضع طبيعي عاشته كل الأندية الكبيرة من قبل ولكن وبتوحيد الصفوف الاتحادية خلف إدارة المرزوقي وصدق التوجهات والثبات على المواقف عند اختلاف الآراء والاعتراف بالواقع وتحكيم المنطق فلا محال سيعود «الإتي» بطلاً كما عهدناه ولتكن سحابة صيف عابرة مصيرها الزوال.