بعوضنا مميز لأنه ظل ومازال يتوالد ويتكاثر ويكبر على مياه المستنقع الكائن وسط مطار الملك عبدالعزيز منذ زمن لا يقل عن خمسة عشر عاماً: وإذا ما هاج ذلك البعوض باحثاً عن غذاء لا يجده إلا في أجساد موظفي الميكانيكا وعمال الطائرات ثم يتسرب إلى داخل المطار ليواصل انتشاره وأذاه ومن ثم إلى سكان الأحياء الشمالية ليقلق بطنينه ولدغاته المؤلمة المفجعة مجالسهم ومضاجعهم، أو لا يكون ذلك بلاء؟ نعم إنه كذلك، ولكن أو لا يكون لذلك البلاء علاجا؟ بلا وربي إن له علاجاً ولنقل حلاً، وما أجمل ما جاء من قول للأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة حفظه الله وأبقاه حيث قال: (ليس هناك مشكلة دون حل) وفي اعتقادي أن الحل هنا يتواجد بإذن الله تعالى في أيدي المسؤولين القائمين على سلامة المطار والسلامة هنا لا تعني الأمن والأمان فهما موجودان بفضل من الله تعالى ولكن المعنى هنا السلامة من عدم انتشار المسببات التي تساعد كثيراً على انتشار الأوبئة التي ينقلها البعوض خاصة وأن المستنقع بمطار الملك عبدالعزيز لم يعد مستنقعاً واحداً وإنما تفرع وتعدد. ومن واجب كل من مواطن موظفاً كان أو مسافراً أو قادماً يقع بصره على أي من تلك المستنقعات أن يبلغ المسؤولين المعنيين عن وجودها ولا مانع من أن يتكرر الإبلاغ مرة ومرتين وثلاثاً وليكن سبعين مرة إلى أن يتم اتخاذ الحل وهو ردم المستنقعات وذلك أجدى وأنفع لبلدنا ومجتمعنا من أن نرى ما نرى ثم نهز أكتافنا مشمئزين ونمضي في حال سبيلنا؟ وكيف يكون ذلك ونحن بعد سنوات عديدة سوف نستقبل بإذن الله تعالى العائدين ممن بعثوا لنيل العلوم والشهادات العليا من الفتيان والفتيات فهل من اللائق أن يعودوا ليجدوا أول ما يجدون بلدهم يتوسطها المستنقعات ويحيط بيوتها الخرائب، وربما يتساءل البعض وما دخل ذكر الخرائب هنا؟ أقول إن لذكرها وجوباً حيث أصبحت الأراضي الخالية وبعض مما يسمى بالحدائق مرمى للنفايات والأثاثات التالفة والسيارات الخربة المهملة.