عبر تحقيق صحفي نشرته جريدة “الوطن” في عددها رقم 3413 حول رفض الشيخ الدكتور علي با دحدح رئيس جمعية التحالف من أجل فلسطين (كلنا معكم) الظهور على القناة العاشرة الإسرائيلية، أكد الدكتور عبدالمحسن العواجي بأنه لا يوافق الدكتور با دحدح في رأيه. يقول الدكتور العواجي حرفيًّا: (إن أي وسيلة إعلام، أو منبر مهما كان، وأينما كان فلابد للمسلم أن يقتحمه اقتحام الواثق من رسالته، الواضح في خطابه). وفي الفقرة التالية من التحقيق أورد المحرر ما يلي: (ونفى العواجي أن تكون المشاركة نوعًا من التطبيع، أو الاعتراف بالكيان، مشيرًا إلى أن التطبيع يتضمن الأخذ والعطاء، بينما دعوة القوم إلى منهج المسلمين، ودينهم، ومعسكرهم فهذا ليس تطبيعًا)!! هكذا وبكل بساطة حوّل الدكتور العواجي الصراع السياسي إلى مسألة دعوية عادية، وكأن كل الذي بيننا وبين الصهاينة هو مجرد اختلاف ديني، وأن الوسيلة الوحيدة لحل هذا الاختلاف هي دعوة الصهاينة للإيمان بديننا! إن حصر المسألة في إطار الاختلاف الديني هو تخلٍّ واضح عن قضية الشعب الفلسطيني. وأعتقد أن الدكتور ليس بحاجة إلى مَن يذكّره بأن مشكلتنا مع الصهاينة ليست في كونهم يهودًا، وإنّما في كونهم قومًا اغتصبوا الأرض، وقتلوا مَن قتلوا، وشرّدوا مَن شرّدوا من شعبها. وبالطبع فإن الظهور في وسائل إعلام هؤلاء (القوم) فيه اعتراف ضمني بحق دولتهم في الوجود. إن الظهور على فضائيات العدو هو التطبيع بعينه. وهو -بكل أسف- تطبيع مجاني، لا يلزم الطرف الآخر بتقديم أي شيء، ولا يحمله على الاعتراف بأي حق.