المناضل مارتن لوثر كينج زعيم أمريكي من أصول إفريقية، بزغ نجمه في منتصف الستينيات، وارتبط اسمه بنبذ العنصرية والدعوة للحرية. كانت منهجيته السلمية شعارها “اللا عنف ضد العنصرية” حصل إثرها على جائزة نوبل للسلام عام 1964، وهو في عامه الخامس والثلاثين ليكون أصغر رجل يمنح هذه الجائزة. لقد قام هذا المناضل في عام 1963 بمظاهرته الشهيرة والتي أطلق خلالها كلمته المأثورة “إنني أحلم اليوم أن يعيش أطفالي الأربعة يومًا مع شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليهم أخلاقهم”. تأمّلتُ ما آلت إليه شعوبنا العربية من تدهور في السلوك والأخلاقيات، وزيادة نسبة البطالة، وانتشار الفقر، وتفشي الفساد والجهل، فأطلقتُ لقلمي العنان متمنيًا: أنني أحلم اليوم.. أن يتغيّر نظام التعليم في مؤسساتنا التعليمية العربية، وأن نتوقف عن تلقين أبنائنا فن حفظ الأشعار والشعارات الزائفة، التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، ووضع إستراتيجية تطوير لكافة أجهزتها؛ ليصبح جُلّ اهتماماتها تنمية قدرات أبنائنا وآفاقهم المستقبلية. أنني أحلم اليوم.. أن يفتح مجال العمل للسيدات للمساهمة في تنمية العجلة الاقتصادية، بعد أن وصل نسبة العاطلات عن العمل إلى (67%). أنني أحلم اليوم.. أن يُعمم تدريس اللغة الإنجليزية بالمراحل الابتدائية؛ لكونها لغة العالم الاقتصادية، بغض النظر عمّا يزعمه البعض أن ذلك سيدمر لغتنا العربية الأم. أنني أحلم اليوم.. أن تتوافق مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل، والحد من عدد خريجي التخصصات التي لا تتوافق مع احتياجات سوق العمل، ووضع آلية للنهوض الاقتصادي بمجتمعاتنا العربية، وتنمية موارده البشرية والطبيعية. أنني أحلم اليوم.. أن تتحسن بيئة العمل في القطاع العام، والضرب بيد من حديد على الرشاوى، والمحسوبية، والفساد الإداري. أنني أحلم اليوم.. بغدٍ مشرقٍ لكل مواطن يبحث عن وظيفة، وذلك باستقطابهم في المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، ونسف ظاهرة الملف الأخضر العلاقي. أنني أحلم اليوم.. أننا نستطيع القضاء على الفقر في الدول العربية، والذي وصل إلى (140 مليون شخص)، وذلك برفع مستوياتهم المعيشية، وتطوير قدراتهم العقلية والصحية. همسة: لقد تيقنت أن ما تمناه الدكتور كينج لم يكن حلمًا، بل كانت رؤية مستقبلية تحمل في طياتها خطط عمل مدروسة، وكما يقول المثل: “رؤية بدون خطط تنفيذية ما هي إلاّ أحلام، وخطط تنفيذية بدون رؤية مستقبلية ما هو إلاّ كابوس” Vision without action is a dream and action without vision is a nightmare [email protected][email protected]