دعونا نتساءل ومنذ البدء عن ماهية وكينونة الإنسان السعودي الذي أصبحنا نسمع ونقرأ عنه بين الفينة والأخرى، من هو وما صفاته وخصائصه، وكيف سيكون هذا الإنسان مستقبلا ، وما أهدافه حاضرا، وهل لديه ثمة أهداف واضحة في ذهنه، أو هل يملك هذا الإنسان القدرة على التفكير المستقبلي، وهل لديه من القدرات والطاقات ما يميزه عن سواه أو يفوق أقرانه من بني آدم00؟ لعل أول نقطة تريد أن نشير إليها قبل محاولة الإجابة على تلك التساؤلات هي عن أهمية وضرورة التعريف، ومحاولة التعرف على شخصية الإنسان السعودي، فهو موضوع الساعة وهو قضية المستقبل، وهو حصيلة الجهود وثمرة المليارات التي تنفق عليه كل عام خلال الميزانية السنوية والمشروعات التنموية التي يتم التخطيط لها وتنفيذها في كل شبر من زوايا هذا الوطن الحبيب، وإذا كنا نحن موضوع هذه القضية فمن نحن00؟ هل الإنسان السعودي الذي نحلم به هو من يؤدي عمله ومسئولياته الوظيفية كما يجب أن تؤدى ، وهو أيضا الذي يقوم بواجباته العائلية والتزاماته الاجتماعية بكل أريحية وحب ومودة ، وهو أيضا ذلك الإنسان الذي يهتم بدراسته ويتميز في تحصيله العملي وكان التفوق ملازما له في رحلته التعليمية ويملك من الطموحات والأحلام بقدر ما يعول عليه مجتمعه وأسرته ووطنه 00؟ أم أن الإنسان السعودي هو الذي يتسكع في الشوارع مسببا الإزعاج للغادي والرائح وللنساء والرجال المارة والباعة في الأسواق، أو هو ذلك الشاب الذي لا يأبه لما يمليه عليه انتسابه لدينه من واجبات شرعية وفرائض يومية وآداب وسنن تمثل منهج حياته، أو هو الذي لا يؤدي واجباته الدراسية و يسيء الأدب مع أساتذته وزملائه، أم أنه الذي لا يعير اهتماما بالمرافق العامة ولا يعترف بحقوق الجيران أو صلة الرحم والقرابة ، أم هو الإنسان الذي ليس لديه أية أهداف محددة ورؤية واضحة أو طموحات سامية تخدم أمته وبلاده والبشرية، أم هو الذي أصبح معروفا على مستوى العالم والساحة المحلية بالإرهاب والتخريب00؟ ترى هل سنجد إحدى الصورتين تمثل بالفعل أو كلاهما معا ما نريده من الإنسان السعودي، أم أننا نملك إطارا مثاليا لا يحتوي أية شوائب تتحقق فيه سمات الشخصية المتوازنة الناضجة الفاعلة ذات الصفات الإيجابية، ترى من يتبرع بالإجابة على كل هذه التساؤلات لنتعرف على أنفسنا أولا، وليعرفنا الآخرون على حقيقتنا دون زيف أو تزوير أو مداهنة00!!؟