أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس الأول أن "لا مشكلة" في تبادل اليورانيوم مع الدول الكبرى التي تهدد بفرض عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. فيما ردت واشنطن بأنها مستعدة للاستماع إذا كان لدى ايران عرض جديد لتجاوز مأزق بشأن برنامجها النووي المتنازع بشأنه، بحسب ماذكره مسؤول امريكي كبير رفض الكشف عن هويته. من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس ان عودة ايران الى القبول باتفاق تبادل اليوارنيوم الذي طرح في نوفمبر، "لا يمكن الا ان تكون موضع ترحيب"، اذا ما تأكدت. واكد نجاد في مقابلة مع التلفزيون الرسمي مساء أمس الأول ان بلاده على استعداد لإرسال قسم من اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب (3.5%) الى الخارج للحصول في المقابل من الدول الكبرى على وقود نووي عالي التخصيب (20%) تحتاجه لتشغيل مفاعلها للابحاث في طهران. وقال "لا مشكلة حقا. البعض ينفعل دون سبب. ليست هناك اي مشكلة. اننا نوقع عقدا. نعطيهم اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% وبعد اربعة او خمسة اشهر يعطوننا (اليورانيوم المخصب) بنسبة 20%". ويأتي هذا التصريح، الذي يمثل تطورا في الموقف الرسمي الايراني، بعيد انتهاء المهلة التي حددتها طهران للدول الغربية الكبرى بشأن اتفاق تبادل الوقود النووي الذي عرضته على الجمهورية الاسلامية الوكالة الدولية للطاقة الذرية. الا ان احمدي نجاد لم يعط اي مؤشر الى كمية اليورانيوم التي قد يشملها هذا التبادل، وهي ابرز نقطة خلاف في المفاوضات مع الدول الكبرى. وفيما اعلنت ايران أمس انها اطلقت "بنجاح" صاروخها الثالث "كاوش-3" الى الفضاء الخارجي وعلى متنه "كبسولة اختبارية". اعلن احمدي نجاد في المقابلة نفسها ان هناك "محادثات تجري" بين طهرانوالولاياتالمتحدة حول امكانية تبادل ثلاثة اميركيين محتجزين في ايران بإيرانيين محتجزين في الولاياتالمتحدة. وردا على سؤال حول وضع ثلاثة اميركيين اعتقلوا في ايران في يوليو الماضي، اجاب احمدي نجاد "ان الاميركيين اعتقلوا مواطنين ايرانيين من دون سبب.. الان، تجري محادثات لنرى اذا كان من الممكن اجراء تبادل". الا ان البيت الابيض سارع على لسان المتحدث باسم مجلس الامن القومي مايكل هامر الى تأكيد عدم وجود "اية محادثات مع ايران حول تبادل" اسرى. وقال هامر ان الولاياتالمتحدة "تريد حل قضايا جميع مواطنينا الاميركيين الاسرى او المفقودين (في ايران)"، مضيفا "اذا كان الرئيس احمدي نجاد يريد ان يقول في تصريحاته انهم (الايرانيون) مستعدون لحل هذه القضايا فإننا نرحب بهذا الامر. ولكننا لم نبدأ اية محادثات مع ايران حول تبادل اسرى". بدورها ردت الخارجية الاميركية على تصريحات الرئيس الايراني مطالبة طهران بالسماح بزيارة الرعايا الاميركيين المحتجزين في ايران. وتحتجز طهران منذ يوليو ثلاثة اميركيين اعتقلتهم في اراضيها على مقربة من الحدود العراقية التي عبروها عن طريق الخطأ بعدما ضلوا طريقهم اثناء رحلة في العراق. وعلى الصعيد الداخلي، لجأ قادة المعارضة الإيرانية إلى الفتيات اللاتي يقمن ببيع الورد في الشوارع والطرقات في دعوتهم أنصارهم للتظاهر في يوم 11 فبراير وهو اليوم المصادف للذكرى 31 للثورة. ووفقا لما ذكرته صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري بأن "فتيات ينتشرن في الطرقات والشوارع ويقمن بتوزيع البوسترات الدعائية التابعة للإصلاحيين، وبعضا من المنشورات التي تطالب جمهور الإصلاحيين بالحضور إلى مسيرات 11 فبراير". إلى ذلك، صادقت منظمة الطب العدلي على صحة التقرير الطبي الذي ذكر أن طبيب سجن كهريزك رامين بور اندرجاني قد مات مسموما وليس منتحرا. وذكر حسن عابدي رئيس دائرة الطب العدلي انه وبحسب التحقيقات فإن الدكتور اندرجاني مات مسموما ويجب إجراء تحقيقات في ذلك الأمر.