توثيقًا للصلة الفنية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية السودان، لبّت مجموعة “عبق” التشكيلية دعوة اتحاد التشكيليين السودانيين مقدمة معرضها بصالة المتحف القومي بالعاصمة الخرطوم، حيث استطاع أفراد “عبق” أن يقدموا نموذجًا مضيئًا لما وصل إليه الفن التشكيلي السعودي من تطوّر وتقدّم ما زالت تعيشه الخرطوم، برزت محيّاه في أعمال هذه المجموعة المؤلفة من الفنانين فايز أبوهريس، وسعيد العلاوي، والدكتورة إيمان منتصر، وليلى الزين ظاهر من لبنان، بجانب مشاركة الفنان محمد الأعجم كضيف شرف بالمعرض. صناعة القرار الإبداعي تجربة “عبق” في الخرطوم قوبلت بتفاعل كبير من قبل المهتمين بالشأن التشكيلي ومتذوقيه في الخرطوم، كما مثّلت التجربة فرصة للفنانين السعودية لمواصلة الإطلالة على الدول العربية، وهو ما أكدته الفنانة التشكيلية الدكتورة إيمان المنتصر إحدى عضوات “عبق” في سياق حديثها عن المعرض قائلة: إن الفعل الثقافي البصري الإبداعي بين المملكة العربية والسعودية ودولة السودان الشقيق يحظى باهتمام كبير من لدن مجموعة عبق التشكيلية وأعضائها لصناعة القرار الإبداعي في الثقافة والفن البصري، وقد أثمر ت هذه التطلعات الطموحة بانعاش العلاقة التاريخية بين السودان والمملكة السعودية وبقية الوطن العربي الكبير لتدفع قدمًا هذه اللقاءات لتحقيق هدف ومصير تاريخي وحضاري في شخصية هذه الشعوب بما يعزز مسيرة مجموعة عبق نحو الأفضل. وتختم إيمان بقولها: هذا المعرض أعتبره باكورة المجموعة بحضور الفنانين المشاركين تحت ضيافة اتحاد التشكيليين السودانيين الذين يشكرون على روح التواصل والتطلع إلى علاقات ثقافية أقوى، وهو ما ننشده مع أشقائنا في السودان والوطن العربي. ويكشف الفنان فائز أبوهريس عن الهدف من وراء هذا المعرض بقوله: يأتي هذا المعرض في سياق خطة المجموعة الهادفة إلى إيصال رسالتنا التشكيلية إلى كل من يهمه أمر الثقافة البصرية والتواصل واللقاءات الجادة مع عشاق التشكيل من أجل تنمية حصيلتنا البصرية والفكرية من خلال تبادل الخبرات. ووجودنا المستمر هدف من أهدافنا التي نضعها في أولويات التواصل مع الآخرين متمنين لاتحاد التشكيليين السودانيين كل التوفيق والنجاح، وشاكرين دعوتهم لنا لإقامة معرضنا في المتحف القومي بالعاصمة الخرطوم. كما أقدم خالص شكري للداعم الرسمي لهذا المعرض طارق عاشور الذي لم يبخل علينا بدعمه المادي والمعنوي المتواصل. عضو شرف المجموعة الفنان محمد الأعجم أكد في حديثه على العلاقة الجيدة بين تراث المملكة العربية السعودية ودولة السودان الشقيق وما بينهما من تشابه إلى حد كبير والذي قد يختلف فقط في المسميات في كثير من جوانبه، مبينًا أن التواصل بين البلدين فنّيًا من خلال اللوحة وما تحمله من مضامين ومعاني جميلة يعد شيئًا جميلاً، مؤكدًا أن هذا هو دور الفن في التواصل والتلاحم والترابط المبني على حب الجمال وما يحتويه من طيف لوني بديع. تجربة أولى الفنانة اللبنانية ليلى الزين ظاهر إحدى مؤسسات “عبق” أشارت إلى أن المعرض يمثّل المشاركة الأولى لها مع زملائها في عبق، كاشفة عن ما قدمته في المعرض في سياق قولها: قدمت من خلال المعرض مجموعة من لوحاتي التجريدية وهي مرحلة توصلت لها بعد ثلاثين عامًا من الرسم والعطاء، وهي تجربة لم تأتِ وليدة الصدفة، فهناك مواضيع ومضامين أطرحها من أجل التواصل مع الفنانين والفنانات في السودان الشقيق، ولدي علم بأن هناك عمالقة لهم تجاربهم وخبراتهم، لهذا كنت أتطلع إلى قراءاتهم بكل رحابة صدر، متمنية لمجموعة عبق كل التوفيق في كل المحافل المحلية والعالمية. ويؤكد الفنان سعيد العلاوي أن المعرض سعى لتحقيق أهداف المجموعة والتي يشير إليها بقوله: نحرصنا على تقديم تجاربنا لنواكب بعطاءاتنا وإبداعاتنا تجارب الزملاء في السودان، وهذا لا يتحقق ما لم يكن هناك حوار على هامش هذا المعرض، والذي سنحرص عليه -بإذن الله تعالى- لنلتقي بكبار الفنانين السودانيين لنستمع إلى نقدهم الهادف والبناء والصريح المتميز بالشفافية الواضحة، لأننا لا ننسى فضلهم على مسيرة التشكيل لدينا في المملكة العربية السعودية قبل أكثر من ثلاثين عامًا مضت. وعلى ذات النسق يؤكد الفنان طارق عاشور أن المشاركة في المعرض جاءت انطلاقًا من المسؤولية الملقاة على عاتق “عبق” وهو دعم الحركة التشكيلية السعودية كونها ثقافة بصرية نسجتها مخيلة الفنان على جدران المدينة ومساجدها وقبابها ومآذنها وجعلها مرتبطة بحياة الانسان ارتباطًا دينيًّا وعضويًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا وتاريخيًّا. ماضيًا إلى القول: فمجموعة عبق التشكيلية واحدة من المجموعات التي تسعى جاهدة لتحقيق أهدافها على خارطة التشكيل العربي والعالمي، وتواصلهم مع الأشقاء في السودان الشقيق زادنا شرفًا لتقديم كل العون والامكانات للمجموعة والتي تحقق أهدافهم وطموحاتهم وفق عملية إبداعية تجعل من لغة الحوار البصري لغة مفهومة للجميع، وقد لمسنا ذلك التصميم فيهم من خلال أنشطتهم التشكيلية السابقة.