من زار مصر العربيه ام الدنيا على رأي المصريين ويحرص على شم نسيم الصباح وخاصة في الارياف وحتى داخل القاهره نفسها ينشرح صدره وهو يسمع كلمات جميله يصاحبها كلمات جميله وهو ماسك من خرطوش الماء يرش امام محله وهو يردد لااله الالله محمد رسول الله احلا صباح لاجدع ناس محدش ماخذ منها شئ أي متاع الدنيا اصحاب محلات الفول والطعميه يعلو صوت المذياع بالقرأن في محلاتهم من باب البركه الحارس الشغاله المارين كلهم تعلو وجوههم الابتسامه والرضى بماكتبه الله لهم من رزق في هذا اليوم نهاره قشطه ونهارك عسل ابيض عندما يرى على وجهك الكأبه ا والحزن ياحاول ينسيك همك بنكته ظريفه ولطيفه ثم يقوا لك لاتحزن واتكل على الله لو طردت طرد الوحوش غير رزقك ماتحوش الابتسامه والرضى بما قسم الله لك هي اول بوادر السعاده .ثمة طرق كثيرة في مسارنا اليومي ورغم كثرتها وتعدّد ألوانها، أحياناً لا تؤدي إلى المكان المطلوب، وثمة طريق فرعي، وأحياناً يكون تراثياً يؤدي بنا إلى الهدف المنشود وثمة وجوه عديدة من حولنا، منها المبتسم، ومنها من لا يعرف معنى الابتسام، ومنها من يتصنّع البسمة ويفتعلها لقضاء حاجته، وتنتهي بسمته تلك بحصوله على مطلبه وعلى كثرة تلك الوجوه، هناك وجه واحد نحبه، وجه ننتظر قدومه وجه نعرفه تماماً، وسوف نبقى بانتظاره حتى ولو لم يأتِ كثيرة هي تلك الأماكن التي تعطى بثمن، وقليلة تلك التي تمنح دون مقابل ثمة غيوم كثيرة في فضائنا، إنما البرق قليل بينها وثمة أيدٍ عديدة، صلبة وقاسية ولا تعطي سوى الجفاف والصقيع، أيدٍ طويلة وملونة، وقادرة على الكسر والبطش والقتل بدم بارد، وإنما قليلة هي تلك الأيدي التي تمنح الدفء والحب والأمان قليلة تلك الأشجار القادرة على الوقوف في وجه الريح العاصفة. (وإنما قوة الشجر وصمودها تتوقف على عمق جذورها(وارتداء الطفل لأحذية الكبار لا يوسع خطوه، بل يعرقل سيره كثيرة هي إخفاقاتنا في الحياة بسبب عدم الرضى بما كتبه الله لنا قلائل هم الذين يودون الخير لنا. قلائل هم أولئك الذين يتذكروننا في أعيادناوقلائل هم من لايرغب في افتراس ناما أروع البعض القليل، وما أسخف البعض الكثير. (وإنما الإنسان هو الحيوان الوحيد على كوكبنا الذي يستطيع أن يظل على صداقة قوية بفريسته حتى يغدر بها ويأكلها وكم هي قليلة تلك الضمائر التي تؤنب أصحابها، ولا يمكننا أن نحصي عدد الناس الذين لا يملكون ضميراً. أكثرنا يجتهد بتقويم الظل متناسياً العود الأعوج، والطبيعة تجتهد لتصنع لنا الربيع، في حين يكافح أكثرنا لأن يكون الخريف معمماً على جميع الفصول. ثمة أشياء قليلة في الدنيا تحتاج إلى رعاية، وثمة أشياء كثيرة تحتاج إلى اقتلاعه وإنما الورود تنمو بالعناية، والأشواك بالإهمال) وهذا يا أصدقائي، قليل من كثير.. سيأتي.