اطلعت على المقترح الذي قدمه بعض من أعضاء مجلس الشورى الموقرين والذين لامسوا جراح أولئك الذين تقاعدوا وتوقفوا عن عطاءاتهم ووظائفهم إما بقوة النظام وإما لأسباب أخرى متعددة.. ذلك المقترح الذي شكرت فيه أولئك المخلصين الذين عايشوا ومازالوا يعايشون هموم المواطن المغلوب على أمره في صعوبات حياتية لا دخل لهم بوجودها على سطح هذه (الأرض). * هذا المقترح النبيل الذي أشار إليه عضو مجلس الشورى اللواء الدكتور محمد أبو ساق وسعادة المهندس محمد القويحص والاستاذ يوسف الميمني وذلك بضرورة دراسة زيادة رواتب المتقاعدين سنوياً أسوة بالموظفين، حيث الحاجة الماسة التي تستدعي ذلك هو (غول) الغلاء الفاحش الذي طرق أبوابنا جميعاً وولج دون استئذان له بالدخول وعلا التصويت ضد أو مع تلك الدراسة وهذا المقترح الذي أوجد (128) صوتا بالموافقة و(124) صوتاً معارضا (لا أدري لماذا المعارضة) وهم يرون ما يفعله الغلاء الجائر بالناس في بلدنا . وتفحصت هذا الخبر الذي نشر بصحف (وطننا) ووجدت فيه مقترحا خيّراً للمواطنين المتقاعدين الذين (تجمدت) رواتبهم في ثلاجة (موت) (المرتب) المتهازل أمام جبروت (بلاوي الاقتصاد) التي رمت بسهامها عليهم مع تقاعدهم وبين سطور (هذا المقترح) طالعت (مهلة الدراسة) العاجلة لهذا المقترح وحاولت متابعة ما وصلت اليه تلك الدراسة الا أن أحدهم أبلغني بأن هذا المقترح قد تم طي قيده في غياهب أدراج (مقترحات) مجلس الشورى ولا أعتقد بأن تغييب مثل هذا الاقتراح الإنساني الوطني بأمر إيجابي، والوضع المادي أصبح واهناً جداً. فهذا المواطن المتقاعد يجابه قوى (جبارة) تخترق دقائق (نافوخه) لتلهبه مع حاجات ومتطلبات معيشية متكاثرة. وهذا المواطن يواجه (وحش الغلاء) مع كل سلبياته المحبطة ووزارتنا (المحترمة) التجارة ما عندك احد.. وهيئة حماية المستهلك مازالت في مهدها فلم تتنامَ لتصبح (أسداً) أو فارساً مغواراً لتسد ثغرات الخلل والغلاء غير المراقب وغير المضبوط أبداً.. فكل راعي بضاعة يتلاعب بأسعار خزائنه ولم يجد من يردعه وهذا وذاك يلوكون العلقم. البنوك تقتل كل أفراح من تعاملوا بقروضها وصدقوا أوهامها ولا رادع لهم وهذه وتلك يبلعون السم الزعاف.. والشركات بكل ألوانها وأحجامها وأشكالها تنخر في عظم المواطن ولا مجيب او شافٍ من بلاويها سوى الله. ويبقى راتبك أيها العم المتقاعد محلك سر ولا جديد.. إذا تم وأد ملحمة (مقترح) بات واصبح وسيكون حلماً سعيداً ظل يراوح ليالي المتقاعدين واغفاءاتهم ليستيقظوا على ألم.. ثم ألم.. ليجلسوا في نهاية (الحلم) القرفصاء رافعين أكف الضراعة بأن يرحمهم (ملك السموات والأرض) وهو السميع المجيب. فيا جماعة أرحموا ضعف أولئك المتقاعدين وأيقظوا هذا المقترح الذي سيكون بلسماً شافياً معافياً لأحوال متقاعدي بلدنا الذين أعطوا وأضاعوا وأفنوا حياتهم في خدمة هذا الوطن.. وعلمي وسلامة المتقاعدين.. وسلامة حالنا.. وسلامتكم.