ينظم مجلس الغرف السعودية بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث مؤتمر الاستثمار الخليجي الأفريقي 24-25 أبريل المقبل برعاية من خادم الحرمين الشريفين ومشاركة أربعة رؤساء دول أفريقية وعدد من المسؤولين الخليجيين والسعوديين، والذي تنطلق فعالياته بالرياض بمشاركة واسعة من النخب الاقتصادية الخليجية والأفريقية كأول مؤتمر يجمع التكتلين الاقتصاديين الهامين الخليجي والأفريقي. ووفقاً لأمين عام مجلس الغرف السعودية الدكتور فهد بن صالح السلطان فإن المؤتمر والذي يعقد تحت شعار «الخليج وأفريقيا: شراكة اقتصادية» يهدف لترجمة هذا الشعار لواقع ملموس يحاكي تطلعات وأحلام الشعوب في هاتين الكتلتين الاقتصاديتين الهامتين والتي تدعمها رغبة قوية من القيادات السياسية في تلك الدول ، وثمن السلطان في ذلك رعاية خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر وعدها دليلاً على اهتمام القيادة الرشيدة بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول القارة الأفريقية ووضع أطر تنظيمية تكفل تطور هذه العلاقات من خلال العمل المؤسسي. وقال السلطان بأن المؤتمر يأتي في وقت عصيب يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحديات كبيرة من أزمة مالية وركود حركة التجارة الدولية الأمر الذي حدا بكثير من الدول للبحث عن حلول من خلال التكتلات الاقتصادية واستكشاف فرص استثمارية في أسواق غير تقليدية ، وحيث إن الدول الخليجية لديها توجهات نحو الاستثمار في القارة الأفريقية ومشاريع فعلية قائمة هناك فإن المؤتمر سيعمل على تحويل تلك التوجهات لبرامج عمل ملموسة من خلال عمل جماعي منظم تتشارك فيه الهيئات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص لرسم إستراتيجية طويلة المدى للعلاقات الخليجية الأفريقية. وأضاف «لا نريد للعلاقات الاقتصادية الخليجية الأفريقية أن تقوم على مبدأ اقتناص الفرص الآنية بل نريدها شراكة إستراتيجية قائمة على تحقيق مصالح الطرفين وتوفير فرص متكافئة تعزز من التنمية الاقتصادية والاجتماعية خاصة في دول القارة الأفريقية والتي تلزمها كثير من مشاريع تطوير البنية التحتية حيث يمكن للإمكانات المادية والخبرات الخليجية والسعودية خاصة أن تساهم في تنفيذ تلك المشروعات» وحول المؤتمر وأجندته قال السلطان بأن المجلس وبالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث سيحشد كفاءات ونخب اقتصادية عالمية في مختلف المجالات لمناقشة القضايا والتحديات التي تواجه إقامة علاقات اقتصادية بناءة وفاعلة بين دول مجلس التعاون الخليجي والقارة الأفريقية ، وأضاف سيبحث المؤتمر فرص التعاون في مجالات الزراعة والمعادن ، الموارد الطبيعية ، الطاقة والاتصالات ، البنية التحتية ، السياحة والتجارة وغيرها من المجالات. وعن توجهات المملكة نحو الاستثمار في القارة الأفريقية يقول السلطان بأنها تمثل قراءة واقعية لمتغيرات المرحلة الحالية التي يمر بها الاقتصاد العالمي والتي تتطلب رؤية جديدة من المستثمرين السعوديين للسوق الأفريقية المليئة بالفرص الواعدة في وقت تشهد فيه الأسواق التقليدية مشكلات كبيرة ، وأضاف بأن مجلس الغرف التقط زمام مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتعزيز الاستثمارات السعودية وكون فريق عمل خاص لهذا الغرض ودعا لإستراتيجية وطنية لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الأفريقية وقدم مقترحات وآليات تحرك عملية ونفذ أنشطة عديدة لتحقيق هذا الهدف. ونوه السلطان بأهمية المؤتمر وما يمثله من فرص لقطاع الأعمال الخليجي عامة والسعودي خاصة للوقوف على فرص الاستثمار المتاحة بالقارة الأفريقية وعقد شراكات تجارية مع شركاء الأعمال الأفريقيين وذلك عملا بقاعدة تنويع سلة الاستثمارات الوطنية تقليلا للمخاطر المحتملة في ظل الأوضاع الراهنة ودعماً لجهود فتح منافذ وأسواق جديدة أمام الصادرات السعودية.