سعادة الأستاذ الكريم أحمد بن عبدالرحمن العرفج سلّمه الله لقد سعدتُ كثيرًا بقراءة الرسالة الموجّهة من والدتكم الكريمة، والمنشورة في جريدة “المدينة” بتاريخ 26/1/1431ه، وهي رسالة بحق قيّمة جامعة، اشتملت على كثير من التنبيهات بأسلوب مشوّق مؤدّب فمن ذلك: * أن رضا الله عز وجل هو أعظم ما يسعى إليه المسلم، وهو درجة عظيمة استحقها الصحابة -رضي الله عنهم- ويستحقها مَن يسير على منهجهم (رضي الله عنهم ورضوا عنه). * التنبيه على حقارة الدنيا، وأنها لا تساوي شيئًا أمام الآخرة، صحيح أنها مزرعة عمل، وميدان تنافس، ومضمار سباق في الأعمال الصالحة؛ لأن الفوز والسعادة والنجاح هي في التأهل لدخول الجنة (فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز). * تضمنت الرسالة التحذير من زيادة الشكليات والكماليات ووسائل الترف والمظاهر، فالتوسط مطلوب بين ترك الدنيا وإهمالها، أو الانهماك فيها ونسيان الآخرة (وابتغِ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا). * التركيز على الصلاة، وأنها سبب لكل خير وتوفيق، وأن إضاعتها سبب لحصول القلق والتعاسة فالله عز وجل يقول: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجًا). ويقول: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى). * الحث على التقوى فهي سعادة المؤمن ونجاته وسلامته في الدارين، وهي الزينة الحقيقية. ألا إنما التقوى لباس وزينة فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب فقد رفع الإسلام سلمان فارس وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب وفي الخمس الآيات الأولى من سورة الطلاق أمر الله بالتقوى ووعد المتقين بإخراجهم من الأزمات وحصول الأرزاق الوفيرة لهم، كما وعد المتقين بأن ييسر أمورهم ويكفر عنهم سيئاتهم ويعظم لهم أجورهم. * إيراد تلك القصة المعاصرة والتي يؤخذ منها الدرس في تيسير الأمور وتسهيل المهمات، ولا شك أن القصة الهادفة لها أثر كبير في النفوس لدى الناس جميعًا الصغير والكبير. * تضمنت الرسالة التحذير من الدَّين، وهو مشكلة كبرى تورّط به كثيرون، والسعيد من وعظ بغيره، صحيح أن الدّين ليس عيبًا فقد كان صفوة الخلق يستدين إلاّ أن الأجدر بالعاقل أن لا يستدين إلاّ لحاجة مثل الحاجة إلى مركب، أو زواج، أو مسكن مع البعد عن التقليد وإرضاء الناس. * حسن إيراد الدعاء في ختام الرسالة، والدعاء هو العبادة كما ورد في الحديث، والله عز وجل يقول: (ادعوني أستجب لكم) ولا شك أن الدعاء سبب لقبول الأعمال ولحفظ الإنسان وللنصر على الأعداء، ولاسيما إذا كان بإخلاص وصدق. وختامًا شكر الله لسعادة الأستاذ أحمد، وأطال الله عمر والدته على العمل الصالح.. اللهم آمين.