هل أصبح ابني “ناعما”؟ لدي ابن عمره 17 عاما، لاحظت عليه مؤخرا اهتمامه الشديد بمظهره الخارجي المبالغ فيه وببشرته وبدأ يختار الالوان الزاهيه لملابسه باعتبارها ألوان الموضة.. وبدأ يهاتف اصحابه ليلا ويقفل باب غرفته لأوقات طويلة، وعندما أسئله يخبرني انه صديقه وانا اسمع صوت مهاتفه انه رجل ولكن كلام ابني معه وصوت ابني معه يتغير فيكون ناعما وكلامه منمق وعندما أواجه ابني بما اشعر يقول لي انا رجل وواعي ولا تخافي علي لا احد يستطيع ان يلعب بعقلي، لكن بداخلي غير مرتاحة. اشعر ان ابني اصبح من النواعم وهذا بعد ما رأيت صورة بجواله وهو من قام بتصوير نفسه كأنه أحد العارضات.. أرجو الرد علي وبسرعه هل تصرف ابني هذا انحراف وشذوذ؟ أم ناصر - المدينةالمنورة اهتمام ابنك الشديد بمظهره وسلامة وجهه وبشرته أمر طبيعي في مثل هذا العمر، وكذلك لبسه الملابس الملونة الزاهية قد يكون هو أيضا أمر لا غرابة فيه وقد يكون طبيعيا. وليس غريبا أن الشباب يهاتف بعضهم بعضا ويتكتمون على ذلك ولا يريدون أن يطلع الأهل على حركاتهم وسكناتهم، فكل هذه التصرفات تحصل في المراهقة. لكنك لم تذكري من هم هؤلاء الأصدقاء؟ هل هم من المدرسة؟ أم من الجيران؟ وذكرت أن أحدهم رجل، فمن هو ذلك الرجل؟ هل سألت ابنك عنه؟ وهل سألته عن صوره التي في الهاتف المحمول؟ من خلال ما ورد في رسالتك لم أجد أي ذكر لوالده، أين هو؟ هل يعيش معكم في البيت؟ أنا أطرح هذا السؤال لأن وجود الوالد وضرورة مشاركته الفعالة في تربية ولده في غاية الأهمية في هذا العمر الحساس الحرج، أم هو ترك الأمور كلها لك وهو مشغول بأمور أخرى؟ فلا عذر مطلقا للآباء بوجود أشغال تلهيهم عن تربية أولادهم خاصة في سن المراهقة حيث يكونون في أشد الحاجة إلى من يمد إليهم يده. إن العلاقة الوطيدة والحوار الفعال والصحبة الحسنة بين الآباء والأبناء مهمة جدا لتبني السلوك القويم وتقويم ما اعوج منه بتأثير الأصدقاء والإعلام الهدام وما إلى ذلك من أمور، ويمكن طلب المساعدة – إن وجدت ذلك ملائما- من الناس الذين يكن لهم ابنك احتراما (كالخال أو العم أو الأخ الكبير) حيث يمكن أن يؤثروا عليه عن طريق النقاش والإقناع. ونصيحتي إليك إذا استمرت الحالة عنده بهذا الشكل، أو تعقدت الأمور- لا قدر الله - أن تستشيري طبيبا نفسيا أو معالجا نفسيا لكي يضع النقاط على الحروف ويقوم بإجراء اللازم من نصح وعلاج، على أن تكون الأسرة كلها موجودة في الاستشارة وليس أنت وابنك فقط. يجيب عنها وليد الزهراني الاخصائي النفسي الاكلينيكي [email protected]