بعد نَشر مَقال «شَدو الرَّبَابة في شركة العرفج للأدعية المُستَجَابة»، جاءتني طَائفة مِن الرّدود والرّسائل؛ كالعاصفة المليئة بالغُبار والأتربة، وبعض الزّهور! وقد تَقاسم «موقع الجريدة» و«جوّالي» استيعاب هبوب هذه العاصفة، ولن أتعرَّض –هنا- إلى تَعليقات الموقع، فهي مُتاحة لمَن أراد استعادة أو استزادة، والكثير مِنها أفَادني وضَحكتُ منه، ولكن ما كان في الجوّال مِن اللائق أن يُنشر، لأنَّه تَفاعلٌ مُثمرٌ يَصبُّ في مَصلحة الشَّركة، وأوّل هذه التَّفاعلات، كانت رسالة مِن صديقي -«النّجم الثَّاقب»- «عبدالعزيز الخِضر» يقول فيها: هذه الشَّركة غير معقولة، ويَجب أن تُطرح ثُلث أسهمها للاكتتاب العام، لعلَّها تُعيد سمعة السّوق إلى مساره الصَّحيح، بَعد أن فَقَدَ النَّاس الثّقة فيه! أمَّا الأخ «محمد السَّاعد» فقال: قاتل الله السريّة، لأنَّنا إذا طالبنا بإخفاء القوائم الماليّة، وسريّة الأرباح، وحوكمة الشَّركات، فمِن غير اللائق أن تكون «شركة الدُّعاء» -هذه- تَنهج نَفس الأسلوب! ونَسي صديقنا «محمد السَّاعد» أنَّ دُعاءه -الذي تَقدَّم به للشَّركة- تَضمَّن طَلباً خَاصًّا، أراد أن لا نُفصح عنه، فسَارت الظّنون حوله في كُلِّ اتجاه، فمِنهم مَن قال: إنَّه يريد زوجة ثَانية، وآخر قَال: إنَّه يريد مَالاً، وثالث يقول: إنَّه يريد «عيالاً»، ورابع يقول: إنَّه طلبٌ خاص عَلى كُلِّ الأحوال! أمَّا صديقنا البهي «أبو عبدالله» قينان الغامدي، فقد اتّصل ومعه زمرة اقتراحات، كأن يُبحث عن أمثال وَالدتي -حفظها الله- في باقي المناطق، ليكون الدُّعاء مَبثوث في كُلِّ المَجالات، على أن تَتخصَّص كُلّ أُم بالدُّعَاء في مَجالٍ ما، فواحدة تَدعو بأن يَحمي الله البلاد مِن السّيول والمُتسلّلين، وأخرى بأن يَنصر الله المنتخب وفريق الاتحاد، وثالثة بأن يَحفظ الله الوطن مِن كُلِّ مُعتدٍ أثيم، ورابعة بأن يَردّ الله كيد الإرهابيين في نحورهم، وخامسة تدعو بأن يَحفظ الله الحدائق والأودية مِن المُتنفِّذين، حتى لا يَستولوا عليها، و«يُطبِّقونها» ك«مِنَح» في ليلٍ أظلم! كما اقترح «قينان» أن تُوضع تَسعيرة لكُلِّ دعاء، على أن تُراعى المواسم والأوقات، فالدُّعاء في رمضان والحج ليس كغيره مِن الشّهور، كما أنَّ الدُّعاء بين الأذان والإقامة؛ وبعد صَلاتي الفجر والعصر، ليس كغيره مِن الأوقات! وخَتم الصَّديق الجميل «قينان» بالقول: سنَجعل أوّل اختبار لهذه الشَّركة حين صدور جريدة «الشَّرق»، حيثُ تَلهج كُلّ ألسنة الأمَّهات بالدُّعَاء، بأن يَنصر الله «الشرق» على بقيّة «الصّحف»، لتكون هي الأولى، مُلمِّحاً إلى أنَّ الأمَّهات -صَاحبات الدَّعوات- قد يَمتلكن أسهماً في مؤسَّسة «الشَّرق» الصّحفيّة! أمَّا أحد أصدقائي الآخرين -وهم كُثر والحمد لله- فقد أهداني اقتراحاً لم يَخطر لي على بَال، وهو إنشاء قسم خاص في الشَّركة، يَختصّ بتقديم خدمات ما بَعد الدُّعَاء، وضَرَب مِثالاً بقوله: مِن المعروف أنَّ الصَّديق الدكتور «عبدالرحمن العرابي»؛ طَلَب بأن يَرزقه الله «عمارة شَاهقة» مُطلِّة على البحر، وهذه العمارة تَحتاج -بعد استجابة دعائه- إلى دُعاءٍ آخر، ليَحفظها مِن شَرِّ طَائرة تَعتدي عليها، أو عَاصفة قد تُودي بها، لذا يَجب أن يَدفع 10% كُلّ عام، مُقابل الدُّعَاء لها بأن تُحفظ مِن كُلِّ شيطانٍ مَارد.. والأمر -كذلك- يَشمل رسوماً غير قابلة للتَّفاوض، لتأمين الدُّعَاء الذي يَحفظ -بإذن الله- مَا يَمنّ به مِن عيال ومَال، بواسطة دُعاء عَجائزنا اللواتي يُشبهن عَجائز «نيسابور»؛ اللاتي امتلأن بالبَركة، وتدثَّرن بحُسن النيّة! حسناً.. لن أقول ماذا بقي..؟! فقد اشتكى قارئٌ كَريم مِن تكرارها، لذا سأستعيض عنها قائلاً: مَاذا تَرَك القلم..؟! لقد تَرَك لكم حريّة الخيار، بأن تَقرؤوا هذا المَقال أو تَتركوه، حتَّى لا يأتي قارئ آخر قائلاً: لقد أضعتم وَقتي!.