قال محللون لبنانيون وإسرائيليون إن نشر حزب الله صواريخه بعيدة المدى في مناطق تقع في عمق شمال لبنان وسهل البقاع قد يؤدي إلى توسيع نطاق أي نزاع مستقبلي بين جماعة حزب الله وإسرائيل إلى حرب بين البلدين وفق ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس. وذكرت الصحيفة أن هنالك أكثر من 10 آلاف جندي من قوات الأممالمتحدة يقومون في الوقت الراهن بدوريات في المناطق التقليدية لحزب الله في جنوب لبنان على طول الحدود مع إسرائيل إلى جانب عدة آلاف من القوات المسلحة اللبنانية التي انتقلت إلى المنطقة، وهو ما ساعد في تقليل مخاطر الصراع والحد من قدرة حزب الله على نقل الأسلحة عبر جنوب لبنان. لكن أولئك المحللين يرون أن بعثة الأممالمتحدة ستكون بعيدة عن المواقع الحقيقية التي يبني فيها حزب الله ترسانته العسكرية. فآليات إعادة تسليح حزب الله وطريقة نشره لصواريخه تعطي المؤشر بأن صدامه القادم مع إسرائيل لن يركز على المناطق الحدودية وأنه بدلا من ذلك سينتقل إلى مناطق أبعد في الداخل اللبناني بما يشكل تحديا لكل من الجيش والحكومة اللبنانيين. واستطردت الصحيفة أن حزب الله تعلم من دروس حرب تموز في العام 2006 عندما استطاعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تزويد الجيش بما يكفي من معلومات لتدمير مواقع إطلاق الصواريخ بعيدة المدى في الأيام الأولى من النزاع. وذكر جنرال الاحتياط اهارون زئيفي فركش الذي كان رئيسًا سابق للاستخبارات في الجيش الإسرائيلي أن الحدود الآن (بالنسبة لحزب الله) هي نهر الليطاني بعد أن تم نقل صواريخ الحزب إلى شمال بيروت، حيث أوقف نشاطه جنوب الليطاني بينما يعمل بشكل محموم شماله. وأشارت الصحيفة أيضًا إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده الجنرال أفيف كوخافي ، رئيس عمليات الجيش الإسرائيلي ، وقال فيه إن صواريخ حزب الله أصبحت تصل الآن إلى مدى 150 ميلاً بما يجعل تل أبيب في مرمى تلك الصواريخ فيما لو أطلقت من أماكن بعيدة عن الحدود مثل بيروت . واستطردت أن جماعة حزب الله تحدثت في العلن عن جهودها الرامية إلى إعادة بناء منظومة صواريخها التي تقدرها إسرائيل الآن بحوالى 40،000 معظمها من صواريخ قصيرة المدى وقذائف مورتر، وأن الجماعة قامت بتحصين العديد من المواقع المختلفة. وأوردت الصحيفة قول جوديت بالمر المتخصصة في شؤون حزب الله في بيروت بأنه مع وجود قوات الأممالمتحدة والقوات اللبنانية المسلحة بكثافة على الحدود ونشاط الحزب داخل العمق اللبناني «لنا أن نتوقع اتساع نطاق المعركة أكثر من ذلك بكثير بكل ما تحمله الكلمة من معنى» على حد قولها.