قبل أن نزف التهنئة للفريق الشبابي لتحقيقه أولى بطولات الموسم، حريٌّ بنا أن نقرأ الإستراتيجية التي نال بها ما نال، فقد قدّم لقاء الحزم الدوري (كبش فداء) مهرًا لهذه الكأس، وبالتأكيد مثل هذه البطولات تخرج بالفريق من منحى الضغط النفسي، فتراه يخوض باقي الاستحقاقات وهو يتسلّح بثقة كبيرة، وبالفعل كان الشباب أهلاً لها وهو يجيد التعامل مع كل ثنايا اللقاء، من الانتقاء الأمثل للاعبين الكبار، رغم زحمة الظروف التي يمر بها الفريق صحيًّا، والمؤشرات الكثيرة التي نصّبت الهلال بطلاً قبل اللقاء، ولكن الكرة والبطولات لا تعترف بذلك، فالأمر ينحصر في عمل (90) دقيقة، وربما زاد الأمر. دعونا نتفق أن مدرب الهلال أخطأ عدة أخطاء، وهنا دور الجهاز الإداري، وما يقع عليه من استشارات وتنبيهات يفترض أن تحضر. الشباب لعب لقاءً كبيرًا، وقدّم كل ألوان الفن الكروي ورباطة الجأش وقت أن كان متأخرًا بهدف المحياني، ولكنه عاد برزانة الكبار، وساعده في ذلك (مومارت) الهلال، رغم أن جريتس جلس إلى جواره برفقة الجابر ليحتفلوا ظنًا منهم أن الأمر بهذه السهولة، فكان ما كان. حققها الشباب، وبات أول بطل في هذا الموسم، والمنتظر أن يعلن اليوم البطل الثاني، وأن كانت بوادر ذلك ظهرت مبكرًا في دوري زين، والخوف أن يهبط الأداء العام للفرق سوى فرق المؤخرة التي تقاتل لأجل البقاء، وقمة من يبحث عن الرابع، والثاني أصبحت المطامع عليه لا تحصى، فالنصر أكبر الطامعين، ولقاء اليوم قد يضع التصورات الأولى له، ورغم أن الظروف تقف إلى جوار النصر أمام الاتحاد (المكلوم) بإيقافات وإصابات لاعبيه، إلاّ أن الأمر لن يكون سهلاً عليه. وإذا ما أراد خليفة الخروج من لقاء اليوم بصورة تجعله يرضى عن ما قدمه في هذه (العجالة) يجب عليه أن يزج بروح الواقع قبل كل شيء، ومعرفة ما يريده بالتحديد، لأنه يعرف أن أمامه منافسًا يعيش ذروة أيامه، وهو بعيد كل البعد عن الملاحقة النفسية، فجماهير النصر قطفت ثمار التغييرات، وفوز الفريق على (البطل) جعله يحقق كل المكتسبات، وفوزه اليوم يجعله يقترب كثيرًا من المركز الثاني. ومتى لعب بواقعية لن يكون الفوز صعبًا، متى عرف كيف يوظف إمكانات لاعبيه وفقًا للمطلوب.