الطلاق بسبب أنفلونزا الخنازير بعد انتشار مرض أنفلونزا الخنازير قام بعض الأزواج بتطليق زوجاتهم، كما طلبت بعض النساء من أزواجهن الطلاق خشية انتقال المرض، لاسيما وأنه ينتقل بالعدوى. فما هو الموقف الشرعي من هذا الأمر؟ وكيف للزوجين أن يتصرفا؟ الرسالة عرضت الأمر على بعض العلماء فأفادوا بالتالي: بداية يؤكد الدكتور محمد النجيمي عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء أن الزوج الذي يطلق زوجته خوفا من انتقال عدوى مرض أنفلونزا الخنازير هو شخص متعجل، وعليه أن يعمل على علاج زوجته بأن يذهب بها للمستشفيات والأماكن الصحية مع أخذه للاحتياطات الطبية، أما أن يطلقها فلا أرى لذلك وجه وهو مخطئ بعمله هذا، وليس من المنطقي أن يطلق أي رجل زوجته بسبب إصابتها بمرضٍ معدٍ، فهذا تصرف أحمق وليس صحيحاً. وأشار النجيمي إلى أن ممثل هذا العمل ليس من باب الوفاء لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (وعاشروهن بالمعروف) فهذا التصرف ليس من المعروف ولم يتعارف الناس على أن المرأة المريضة يقوم الزوج برميها وتركها وطلاقها، فمرض أنفلونزا الخنازير قابلٌ للعلاج ولا يدوم إلا فترة وجيزة فالزوج إن طلقها يعتبر مخالفاً لنصوص القرآن والسنة الداعية إلى استمرار الزواج وقد قال عليه الصلاة والسلام: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق). وختم بقوله: إذا أصيبت المرأة بأمراض أخرى كالإيدز أو الصرع وقام الزوج بتطليقها فأرى أن هذا العمل به عدم وفاء للعشرة وعدم احترام للعلاقة الزوجية العظيمة، ويمكن للرجل أن لا يعاشر زوجته المصابة بمرض معدٍ خشية انتقال المرض إليه. فالله تعالى يقول: (ولا تنسوا الفضل بينكم) فهي زوجته وأم أبنائه فلماذا لا يقف بجانبها ويعالجها، خاصة أنه لا ذنب لها في إصابتها بالمرض من جانبه أوضح الشيخ مرزوق الشحات رئيس اللجنة أن هذا المرض ليس منفراً حتى تطلب الزوجة من أجله الطلاق أو يطلق الزوج زوجته، وأن الأمراض المنفرة التي تستدعي الفسخ هي مثل البرص والجنون والجذام، لكن أنفلونزا الخنازير مرض عادي ويمكن الشفاء منه، كما أن الموت ليس بسبب الأنفلونزا فحسب حتى يمكن القول بأن البقاء في الزوجية مع المصاب بفيروس أنفلونزا الخنازير قد يؤدي إلى فقدان الحياة. وتعقيبا على الفتوى قال الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية إن الحكم الشرعي في هذه الحالة يعتمد على كلام الأطباء، فإذا قالوا إن المرض ينتقل بالمعاشرة والمخالطة ولا يرجى الشفاء منه فيمكن للزوجة طلب الطلاق أو تطليقها من قبل الزوج، أما إذا كان المرض قابل للشفاء كمرض أنفلونزا الخنازير فعليها ألا تطلب الطلاق، ولكن من حقها الابتعاد عنه والخروج من منزل الزوجية لحين شفائه، حيث إن القاعدة الشرعية أنه لا ضرر ولا ضرار وعلى ضوئها يحكم على جميع الأمور في العلاقات الإنسانية.