قدرت منظمة الصحة العالمية وقوع ما بين أربعين وخمسين الف قتيل في الزلزال الذي ضرب هايتي الثلاثاء الماضي،و أوردت المذكرة حول هايتي والتي أعدها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة أن منظمة الصحة العالمية "تقدر عدد القتلى بما بين أربعين وخمسين الفا". وتتطابق هذه الأرقام مع آخر حصيلة أدلت بها السلطات الهايتية، وأشارت إلى خمسين ألف قتيل، فضلا عن 250 الف جريح ومليون ونصف مليون مشرد وانتشال أكثر من 25 الف جثة. وفيما أعلن مسؤولو الأممالمتحدة في وقت متأخر من مساء أمس الأول في نيويورك أن هادي عنابي رئيس بعثة المنظمة الدولية في هايتي (مينوستا)، قد تأكد مقتله، وعثر على جثته ونائبه لويس كارلوس دا كوستا وسط الأنقاض. سرعت المروحيات الأميركية أمس وتيرة توزيع المساعدات في بور او برنس بدون أن يكفي ذلك لسد حاجات السكان الذين يعانون من الجوع ويواصلون نهب المحلات، فيما بدأت فرق الإغاثة تصل تدريجيا إلى مدن أخرى دمرها الزلزال. وانضمت حاملة الطائرات كارل فينسون السبت الماضي إلى عمليات توزيع المساعدات في مطار توسان لوفرتور الذي ما زال يسجل اكتظاظا في الحركة الجوية، وتضاعف المروحيات العشرين التابعة لهذه القاعدة العائمة الضخمة رحلاتها فتتزود من المطار بالمواد الغذائية التي توزعها فيما بعد على سكان العاصمة البالغ عددهم 2.8 مليون نسمة. ويقوم الشرطيون بإطلاق النار في الجو لتفريق الهايتيين الذين يهرعون الى المباني المهدمة بحثا عن الماء والطعام. وقال احد الشرطيين لوي جان ايفيسيان "انهم يسرقون اي شيء سواء كان يفيدهم ام لا. هذا جنون. تلقينا أوامر بتفريقهم فقط" مضيفا "عملنا بلا فائدة. لا نحظى بأي حماية وأننا خائفون". ووسط هذه الفوضى المخيمة، تتواصل عمليات البحث غير ان مسعفا اسبانيا قال "ان الساعات ال72 الاولى تكون حاسمة. وبعدها تصبح فرص العثور على ناجين ضئيلة جدا".