لا شك ان ادبي المدينةالمنورة لديه نقطة محورية وهي الوفاء والعرفان شكلت مسيرته وانطلقت لتواكب الفعاليات والانشطة الثقافية والاجتماعية حتى كان لهذا الصرح المدني الحضور المتميز، فقد دعيت لاكثر من مناسبة بالجامعة الاسلامية بالمدينةالمنورة والتقيت بكثير من الزملاء ودار الحديث بيننا حول كثير من البرامج الادبية والثقافية التي ينفذها النادي للمجتمع الثقافي المدني بكل فئاته، ويتملكنا الفرح عندما نسمع عن هذه الفعاليات والتي من اهمها رسالة التوعية لشريحة لطالما اهملت من كثير من المؤسسات الثقافية وغيرها والمكتبة السمعية والبصرية ومكتبة الاندية الادبية والمعرض للتراث الحضاري، وتفرح بهذا الصرح وبمشاركته في المهرجانات والملتقيات الادبية والفكرية في الداخل والخارج، ويكفي هذا النادي اصداراته لاكثر من 200 مطبوعة لكثير من الثقافات المعرفية الى غير ذلك من النجاحات الادبية. ولن أُجانب الحقيقة اذا قلت ان هذا النادي يعتبر من افضل الاندية الادبية تطويراً للعديد من الملتقيات الادبية وكما عرفت من كثير من الزملاء ان من ابرز هذه الملتقيات الادبية اسرة الوادي المبارك والتي كانت الاساس لهذا الصرح الفعال والجهة التي اعطت الصورة المضيئة للنواحي الادبية والثقافية لهذه المدينة التي يسكن فيها الحب والصفاء، وتأتي اهمية الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع فجاء تشكيل النادي للجنة النسائية من العديد من السيدات في المجتمع النسائي المدني. ويكفي هذا النادي ملتقى العقيق الثقافي والصدى الرائع له على مستوى الساحة الادبية والثقافية. وقد قرأت مؤخراً عن عزم النادي تكريم نخبة من المثقفين والادباء الذين لهم بصمات وتخليداً لذكرهم وهم على قيد الحياة اطال الله في اعمارهم واعتقد ان التكريم لهؤلاء الذين اثروا المجتمع بعطاءاتهم واعمالهم الابداعية اضاءة جديد ونقطة مفصلية في حياتهم وفاء وعرفاناً لتفانيهم ونحن تطرقنا الى قضية الابداع وما صاحب ذلك من اهمال وجفاء تجاه التكريم بل تجاه المبدعين فبعد ان تقبض ارواحهم ويضحون تحت الثرى ترتفع الاصوات بالتنظيرات، ليس في هذا الموقع الحديث عن هكذا موضوع ولكني اشيد بنادي المدينةالمنورة الادبية لهذه الخطوة الرائعة ونحن نعرف ان ادبي المدينة جاء تأسيسه تطويراً نوعياً للعديد من المنتديات الثقافية والملتقيات الادبية التي شهدتها المدينة في القرن الرابع عشر الهجري ومن ابرزها اسرة الوادي المبارك التي قامت بدور ريادي وثقافي وكانت هذه الاسرة هي النواة التي قام عليها النادي الادبي هذا الصرح الحضاري وكم نفرح عندما يأخذ النادي المبادرة للتعبير عن شيء من القيم الفكرية وخاصة قضية التكريم وبلا شك الجهد الذي يقدم من هؤلاء المبدعين يعود على الوطن بالنفع ويشكل صورة المملكة العربية السعودية في العالم الخارجي. حتى استوعبت اروقة النادي جميع شرائح المجتمع، واصدارات النادي لها صدى وحسب ما علمت ان النادي يطبع سنوياً حوالى ثلاثة كتب في فروع المعرفة وتعطى الاولوية للمبدعين السعوديين واصدر النادي اكثر من 222 اصداراً وادبي المدينة من اكثر الاندية الادبية في مجال طباعة الكتب ومما قرأت ان اصدارات النادي سوف توضع على موقع النادي لتسهيل الاطلاع عليها. والنادي له نهج كهذه الثقافة التي تسمى ثقافة التكريم حيث له كل سنة شخصية ادبية وثقافية يتم تكريمها وقد كرم ادبي المدينة الشاعر حسن صيرفي الرائد المبدع والدكتور محمد عيد الخطراوي، ومقبل النادي على تكريم شخصيات لطالما اثرت الساحة الادبية والثقافية والفكرية ويمثلون هذه البلدة الطاهرة امثال السيد حبيب محمود احمد رحمه الله والدكتور الاديب عاصم حمدان والاديب احمد سعيد سليم. فمن الانصاف الاشادة بهذا الصرح الثقافي لهذا النهج في تكريم الرواد والمبدعين في حياتهم وهم بين محبيهم واهلهم وخلال رحلة عطائهم حتى يروا ثمرات جهدهم ويجدوا حلاوة تكريمهم وسعادتهم بهذا التكريم، تحية تقدير واعجاب للدكتور عبدالله عسيلان رئيس النادي ونائبه الاستاذ محمد الدبيسي. [email protected]