برعاية كريمة من سمو ولي العهد الأمين -حفظه الله ورعاه- لفعاليات المؤتمر الثالث للأوقاف، والذي نظّمته الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة متعهدًا وراعيًا للنشاط العلمي الذي تقوم به الجامعة. هذه الجامعة التي امتازت عن غيرها بأنها مصدر إشعاع ونور علم ينطلق من مأرز الإيمان إلى كل بقاع الأرض. ويُحمد لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد العقلا هذا النشاط والتميّز في إدارته للجامعة، فمن خلال متابعة دقيقة لكثير من الفعاليات والأنشطة والمؤتمرات التي تعقد في رحاب طيبة الطيبة، نجد اسم الجامعة الإسلامية يظهر جليًا ينبئ عن حراك ثقافي وعلمي واجتماعي محمود، فله كل الشكر والتقدير، والدعاء بالتوفيق والسداد. (الوقف الإسلامي اقتصاد وإدارة وبناء حضارة) عنوان المؤتمر الثالث للأوقاف تم اختياره بعناية فائقة؛ ليكشف لنا عن الدور المأمول للوقف اقتصاديا، وعن أهمية إدارته إدارة تجارية، فالوقف تشريع إسلامي يهدف إلى تمويل المؤسسات الخدمية في المجتمع، وهو الوسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي، وإحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبناء الحضارة الإسلامية عبر قرون عديدة من تاريخ الأمة. فما أروع أن يحيا ذكر الوقف الإسلامي بيننا اليوم! فكم من فقراء ومحتاجين ومساكين وأرامل هم بأمسّ الحاجة إلى إحياء هذه الشعيرة الإسلامية مشاركة لهم في معاناتهم، والتخفيف من وطأة العوز والحاجة التي يعانون منها. فأنعم وأكرم برجال عظماء قاموا على استضافة هذا المؤتمر، فكان مثالاً في التنظيم والتخطيط، وحسن الاستضافة، وتميّزه بحسن اختيار الموضوعات المطروحة، والمتحدثين من علماء الأمة الأجلاء، كما كانت الأمسيات الثقافية المصاحبة على مستوى الحدث وأهميته. ولمن لم يتابع هذا المؤتمر، فإن موقع الجامعة الإسلامية على الشبكة العنكبوتية يقدم لزواره تغطية إعلامية متميّزة لهذا الحدث المهم. فشكرًا من الأعماق لكل من ساهم في إنجاح مؤتمر الأوقاف، ولكل مَن أشرف وتابع ووجّه إلى حسن أداء العمل ودقته، حيث يتجلّى الإخلاص وحب نشر الخير والعلم في أروع صوره. ودامت مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم دومًا منارة للهدى، ومقصدًا للعلم وللعلماء. في الختام .. أعجبني ما قاله الدكتور سلمان العودة -حفظه الله- في برنامجه الأسبوعي الحياة كلمة، وهو يتحدّث عن موضوع الحلقة لحظة الميلاد.. يقول: عند زيارتي الأخيرة للمدينة لحضور فعاليات مؤتمر الأوقاف، استشعرت وأنا أمام قبر الرسول عليه الصلاة والسلام، حينما كنتُ أسلّم عليه بلحظة ميلاد جديدة، وروح تتدفق من جديد.. واستشعرتُ حياته وردّه عليّ في تلك اللحظات، وكأني لأول مرة أقف في هذا الموقف. [email protected]