لا يخضعون إلى قانون ولا إلى رقابة صحية، ينتشرون على امتداد 20كيلومتر بعقبة ضلع.. يبيعون في ممرات الطريق وعلى مسافات متقاربة، يموجون بالحركة والضوضاء والتلوث في آن معا، يرتدون ملابس بالية وأيدهم ملطخة بالفحم الأسود، حيث يشوطون الذرة على جمره.. أكثر من 20عامل وافد من إحدى الجنسيات العربية يقفون على الشارع العام يبيعون الذرة المشوية، دون رقابة أو اشتراطات صحية.. أما زبائنهم فهم بعض الأسر التي تخرج للتنزه في بطون تهامة بحثاً عن الدفء. ينتهز هؤلاء العمال أي وقت مستقطع من أعمالهم الأصلية ذات الرواتب الضعيفة، حتى يعملون في التجارة على الأرصفة، يقفون بالساعات الطوال على أقدامهم ليعودوا آخر الليل ببعض الريالات التي تعوضهم ضعف رواتبهم.. والسؤال الذي يطرح نفسه؛ من الجاني ومن الضحية؟ «المدينة» قامت بجولة لرصد طرق البيع على الرصيف وآليته، واستطلعنا آراء الباعة والمشترين معا، وتساءلنا عن الأسباب الحقيقة وراء الظاهرة وكيفية استئصالها من جذورها. أين البلدية؟ محمد عبدالعظيم، مصري الجنسية، يقف وراء برميل أسود، فوقه وعاء معدني كبير مليء بالذرة وثمة أكياس على يساره مليئة بالذرة التي يخرجها ويشويها على النار، وعبوة ملح طعام متسخة. سألناه عن البلدية، وهل تأتي إليه كثيرا؟ فلم يرد، بل تلفت حوله بحركة سريعة ينظر إلى المكان فلعلهم أتوا على «السيرة»، ثم ابتسم وقال: لم أرهم قريبا. ومن خلال الحديث معه اكتشفنا أن صاحبنا يؤمن تماماً بأنه لا يفعل خطأ ولا حراماً، حيث يتاجر بما يرضي الله، وبضاعته سليمة وهو يسعى للرزق الحلال. الرقابة الصحية أما المواطنون محمد علي القحطاني وسعد الاسمري وأحمد عبدالله عسيري، فقد أجمعوا أنه يجب أن تتابع الرقابة الصحية بالبلدية هؤلاء الباعة، وأن يطبقوا النظام بحقهم.. فهؤلاء العمالة لابد أن وراءهم شخص ما يوزعهم في الطريق بتلك الطريقة الملفتة للنظر، وعلى تلك الأبعاد المتساوية، ولذلك لا بد من معرفة المصدر الأساسي لهؤلاء، وهل هم نظاميون أم سائبون أم مخالفون لأنظمة الإقامة، فمن حقنا نشك أنهم ربما يبعون ممنوعات، أو أنهم على أقل تقدير مخالفون للاشتراطات الصحية، فنحن نعرف أن الرقابة معدومة في مطاعم عقبة ضلع وممراتها، وكما يشاهد الجميع فهؤلاء المنتشرين على الطريق هم بالطبع بدون شهادات صحية ولا تراخيص نظامية. رأي المسؤولين ومن جانبنا حاولنا التعرف على رأي المسؤولين عن الرقابة الصحية بالمنطقة، فكان سؤال رئيس الرقابة بأبها خالد يحيى عسيري، حيث قال: هؤلاء عمالة سائبة.. وأكثر من مرة نسلمهم للجوازات ومكتب العمل ولكن دون فائدة.. فهذه المشكلة نعاني منها ونحن لم نغفل عنهم، وقد تم القبض عليهم أكثر مرة وتم تسليمهم للجهات المختصة، إلا أنهم يطلقونهم بعد تغريمهم.. ويرجعون كما كانوا.. ونحن نقوم بجولات مكثفة بالذات على عقبة ضلع حتى إلى جسر رجال ألمع من أجل مراقبة المخالفين على الطريق، ونعمل كل ما هو بحدود صلاحياتنا كرقابة صحية، ولكن اأمر يتطلب تضافر جهود كافة الجهات المعنية.