الجرس الأول: السباق المحموم نحو الانضمام لموسوعة جينيس اصاب الجميع حتى بات هماً فوق همومنا مثلها مثل (جائزة نوبل) التي يتنافس عليها العرب والعجم وكلتاهما لا توازي”جوائز الرحمن جل وعلا” والله اكبر من أن يقارن به ولكن إخواننا في الله “صجونا” بهذا التسابق الأعمى. ولنستعرض وإياكم آخر خبر نشرته وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة فمنذ عدة أيام كان بطل هذه الوسائل الإعلامية التي رشحته بالطبع للحصول على العضوية الدائمة في هذه الموسوعة (الجينيسية) هو ذلك الشاب ذو الثمانية عشر عاماً والذي يعرض اطول لائحة مخالفات مرورية في العالم والتي على ما أعتقد تقدر بما فوق الثلاثين الفاً من المخالفات وذلك في فترة قصيرة اذا حسبنا ذلك بعمر الفترة النظامية التي يحصل فيها على “رخصة قيادة” حيث لا يحصل عليها الا بعد أن يحصل على “حفيظة النفوس” ومن ثم يمنح هذه الرخصة. ولكن نحن ايضا نعرف ان النظام يسمح لمن مثله بالحصول على “ترخيص مؤقت”.. عندما يبلغ من العمر 16 عاماً. ليكن ذلك.. فهل يعقل يا ناس أن يكون هذا الشاب قد ارتكب كل هذه الآلاف من المخالفات المرورية؟ وأين حدث هذا يا ترى؟ وأين رجال المرور عنه؟ بل أين اهله منه؟ والادهى كيف استمر يقود سيارته وهو مخالف؟ انها اسئلة عقيمة لن تجد بالطبع من يجيب عليها، فالجميع “مشغول وحياتك مشغول” بامور اهم وكل ما عليهم هو الدخول عن طريق مثل هذا الشاب في “الموسوعات العالمية” التي يتنافسون عليها اكثر من تنافسهم على الأجر والثواب من رب العباد عندما “ يصونون” أرواح هؤلاء الشباب وعندما يتقنون اعمالهم ويخلصون في أداء “الامانة” العملية لكن كل هذه “ الفضائل” لن تدخلهم بمعية هذا الشاب الطائش في موسوعة جينيس وما ادراك ما جينيس؟؟؟ الجرس الثاني:لنعد للرقم العالي الذي وصل له هذا الشاب المخالف الذي رشحته وسائل الاعلام الموقرة للدخول في هذه الموسوعة هكذا كما يقولون (عَمَّال على بطّال) مش مهم اذا كانت هذه الشهرة القياسية تصب في سمعة الانسان السعودي المسلم سلباً أو ايجاباً المهم ان “ندخل” الموسوعات “بالزين او بالشين” لا يهم المهم أن ندخل بها هكذا كان الخطاب وهكذا كان الاصرار وهكذا كان الترشيح الاعلامي “الجاهل” الذي لا يقدر حجم مسؤولياته فمن المفروض ان يكون دوره ايجابيا ليشير لهذا التقاعس من الجهات المسؤولة التي لم توقف مثل هذا الشاب بالاضافة لهذه الاسرة التي “سمحت لابنها” ان يتفاخر “بصحيفة المخالفات الالفية” والتي لو حسبنا قيمتها المالية لدخلنا في أرقام فلكية تنافس ما صرف على حمى الضنك وعلب المجاري الوهمية في جدة “الموءودة” فكيف لهم ان يسددوا هذه المبالغ الطائلة؟ ومن اين لهم بمثل هذه المبالغ أم ان الامر دخل في برنامج (التقسيط المريح) والجدولة كما تفعل شركات الاتصالات او شركة الكهرباء الموقرة وثالثتهما “بطاقات الائتمان” البنكية التي تسحب ما لدى العميل ثم تعود لتفاوضه على ما تبقى ولا بأس من الجدولة. هذا هو الواقع “ يحمل المواطن” مصاريف باهظة لم يكن يعلم بها واذا اعترض عرضوا عليه “الجدولة” والكمبيالات أليس هذا ما يحدث يا ايها القراء الاعزاء كلنا ذاك “المغفل” الذي وقع في حبال هذه الشركات الربحية والتي لا يعنيها الا زيادة دخلها لا يهم كيف ومتى؟ ولكن المهم بل الاهم هو استنزاف آخر هللة في جيب المواطن المغفل!!! الجرس الثالث:نعود لهذه “المخالفات”المضحكة والمبكية في ذات الوقت لنتساءل كيف قام هذا الشاب بهذا الكم الهائل من المخالفات التي تقدر قيمة الواحدة منها ب 100 ريال عداً ونقداً في هذه الفترة القصيرة واسمحوا لي ان اتساءل بالنيابة عنكم الم يكن ينام او يدرس او يأكل او يشرب هل كان كل يومه ممسكاً بمقود السيارة يقطع هذه الاشارة ليلحق بالاشارة التي تليها ليقطعها مثلاً. هل هو يسعى لهذا الهدف المنشود الذي يسمونه (الشهرة) حتى لو كانت سلبية والمثل البدوي يقول ( يا لله تطلع فاهاي لو بالشين) ومعناه الشهرة حتى لو كانت سلبية . خاتمة: بعض الإعلاميين يُعانون من جهل مُركَّب!! فاكس: 2561443/02 [email protected]