في تايلند (حسب الشرق الأوسط 30 ديسمبر) قدم وزير الصحة استقالته في فضيحة فساد بسبب إهماله في طريقة تعامله مع مشروع مدته 3 سنوات لشراء مستلزمات طبية بمبلغ 2570 مليون دولار، بعد توصية اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد بإنزال عقوبة بحق الوزير ونائبه بسبب دعمهم لبناء منشآت وشراء مستلزمات طبية اعتبرت غير ضرورية وأسعارها مبالغ فيها. وقال الوزير عند إعلان استقالته: (أريد أن أظهر للمواطنين تحملي للمسؤولية). وذلكم هو بيت القصيد وقصره وداره. تحمل المسؤولية لا الفرار منها، ولا فرار إن شاء الله لا في الدنيا ولا يوم يقود الأشهاد.. يوم يقوم كل الذين قضوا غرقاً ليقتصوا من المفسدين في الأرض لصوص المال العام والمستقطعين ملايين الأمتار المربعة من الأراضي دون وجه حق. ليس ثمة رجل شجاع يتقدم ليقوم: هآنذا فعلت وفعلت وفعلت، وأنا اليوم أعلنها ندامة لا حدود لها وأسفاً ليس بعده، وتوبة أبرأ بها من حقوق العباد ورقاب الغرقى وسخط المتضررين. الكل يزعم براءة مما حدث عبر 30 عاماً في جدة المنكوبة بمسؤولين لم يقدروا للمسؤولية حقها، ولا عشر حقها. بعضهم جاء إلى المنصب ب (ريش منتوف) و (حال بائسة) و (مال قليل). وهو اليوم صاحب دور وقصور وعقار وشركات لو جمعت لفاقت مئات الملايين من الريالات أو حتى الدولارات. نعم ليس منهم شجاع، فالشجاع لا ينهب في الخفاء ولا في العلن. الشجاع يعمل ويطالب بحق له مشروع إن كان له حق، وإلا أمسك يده وكف ضرره عن المجتمع والناس وعن نفسه وأهله. هل طال حبل الإمهال؟ ربما! لكن لكل أجل كتاب! فالفضيحة إن شاء الله قادمة، والصورة المغطاة بالحرير والديباج والاستبرق ستُكشف عاجلاً غير آجل. هؤلاء في نظري متاعيس الدنيا مهما بالغوا في جمع الثروات، ومهما ظنوا أنهم ناجون من الحساب، ومهما تفننوا في وضع المبررات وتخريج الأسانيد وحبك الفتاوى. خير لهؤلاء أن يعترفوا بما أجرموا في حق جدة، وفي حق الوطن كله، بل وفي حق أنفسهم. هل يا ترى من رجل رشيد!! salem-sahab@hotmail.