* لعل فاجعة جدة وما نتج عنها من اضرار للبلاد والعباد تحدث تفاعلاً في أمانات مدن المملكة الاخرى وتدفعها لاعادة النظر في مشروعاتها القديمة والحديثة والوقوف عليها للتأكد من سلامتها واستمرار صلاحيتها تلافياً لما قد ينجم من الاخطار خاصة الاودية والسدود ومجاري مياه الصرف الصحي والكباري التي ربما تكون اعمارها الافتراضية قد انتهت أو قاربت على الانتهاء.. وعمل الاحتياطات والاحترازات اللازمة لتفادي الأخطار المستقبلية وخاصة مواقع المخططات الجديدة؟ * لقد وجه ولي الأمر - يحفظه الله - المسؤولين - كل فيما يخصه - الى استلهام العظة والعبرة والدروس من فاجعة جدة في محاولة عدم تكرارها في جهات أخرى والشعور بعمق المسؤولية تجاه مقدرات الأمة والوطن.. لأن ما حدث في جدة قد يحدث في غيرها.. خاصة وقد بدت ظواهر بحث المسببات في الحادثة أن مرد ذلك يعود للاهمال والفساد الاداري المصاحب للاستراتيجية المنفذة خلال الفترة السابقة دون رقابة أو متابعة أو مخافة من الله. * وتوجيه ولي الأمر بتشكيل لجنة للتحقيق في مسببات الفاجعة ومحاسبة كل متسبب يظهر ضلوعه في العملية وجهة عادلة ورؤية حكيمة لها مردودها الايجابي في معالجة المشكلة حاضراً ومستقبلاً؟ • بل وفي ذلك عبرة ودرس لمسؤولي الجهات الأخرى لأخذ الحيطة واليقظة في تأدية أعمالهم ومتابعة المشاريع التي تخص إداراتهم والتأكد من سلامتها تأسيسا ونشأة وأمانة؟. • لقد عززت الدولة- أيدها الله- ميزانية كل جهاز حكومي للنهوض بالمشاريع الجديدة والتنموية دفعا لمسيرة النهضة المطردة التي تعيشها بلادنا في كافة المجالات.. وأوكلت التنفيذ والمتابعة إلى من أؤتمنوا على تحمل مسؤوليتها (قيادة ومسيرة) دون تهاون أو إهمال أو قصور؟. • ان ما طال مسؤولي جدة والذين يتزايد عددهم بين آونة وأخرى بعد المساءلة والتحقيقات المستمرة لقاء ما تعرضت له من اضرار في الأرواح والممتلكات غيّرت صورتها وسمعتها ينسحب- أيضاً- على غيرها من مدن المملكة التي قد يظهر تقصيرها وتهاونها وسوء تنفيذها لأعمالها. • فهل يعتبر ويتعظ كل مسؤول من هذه الفاجعة ويعيد حساباته السابقة واللاحقة ويتخذ بشأنها الإجراءات الكفيلة بتلافي ما قد يكون خالف المأمول والمطلوب في مسار عمله واضعا أمام عينيه ومسؤوليته مخافة الله ثم خدمة أمته ووطنه بأمانة وإخلاص. ويحاسب نفسه قبل أن يحاسب.. ذلك ما يجب أن يدركه المسؤول المخلص الأمين.. وبالله التوفيق .