إن الدولة ترحب .. بل تدعو إلى النقد البناء الهادف الذي من شأنه الرقي بالخدمات وتحسين الأنظمة وتقديم ما هو مفيد لكل مواطن ووافد في شتى المجالات ... والقضاء على الفساد كذلك تشجع من يوصل إليها ... أو بعبارة محلية «يفتح عينها» على مواضع النقص او الخلل والتقصير والفساد سواء من الأجهزة الحكومية أو الأفراد أيا كان موقعهم – رتبا ومراتب – ولا ادل على ذلك من الأمر الملكي الكريم الواضح والقوي ... بعد أحداث محافظة جدة والكارثة التي حصلت فيها بسبب إهمال وفساد من بعض الأجهزة الحكومية أو أفراد فيها ... مع العلم أن الدولة قدمت وعملت الكثير من اجل الانجاز والإصلاح والتطوير... ودفعت لذلك الأموال الطائلة. كذلك ما نسمعه... مباشرة أو منقولا على الهواء عبر وسائل الإعلام من أحاديث لخادم الحرمين الشريفين وهو يطالب بالشفافية والوضوح وتحسين وضع جميع ما له علاقة او صلة بخدمة وراحة المواطن والوافد في شتى المجالات وعلى كل شبر من ارض هذه البلاد الكريمة. وللأسف الشديد فإن البعض من الناس سواء من يعملون في المجال الإعلامي او المواطنين يلتبس عليه الأمر.. وهنا اقول ان من الخطر ان يكون هناك لبس فيمن يعمل في بعض وسائل الاعلام فيحول النقد الى انتقاد او حتى الى تشهير او تجريح او بلبلة. ففي حادثة جدة على سبيل المثال انقسمت وسائل الاعلام المختلفة بما فيها الكتاب الى ثلاثة اقسام :- - وسائل اعلام او كتاب يستفاد منهم فائدة قصوى ولديهم اهداف في طرحهم او نشرهم او كتاباتهم فيضع المشكلة ويقترح حلها ويرشد الى اماكن النقص والخلل والفساد... الخ. - وسائل اعلام او كتاب يعتمدون على الاقاويل والتكهنات ... او عبارة يقولون او يعتمدون على الانترنت وخاصة الامور غير الموثوقة او الاشاعات ... فأصبح امثال هؤلاء ضررهم اكثر من نفعهم. - وسائل اعلام او كتاب جعلوها فرصة لتصفية حسابات سابقة والتشفي ... وهو الذي لا ينبغي ... لأن الموقف لا يتطلب امورا كهذه وكلنا مواطنون ... والدولة لم تقصر في كشف الحقيقة والمحاسبة ولا مزايدة على ما تقوم به خاصة في ظل ما صدر من أمر ملكي كريم اطلق الشرارة الاولى لاطلاق قطار المحاسبة الحقيقية لكل فساد ومحاسبة لكل مفسد ... والله المستعان. [email protected] فاكس : 6292368 / 02