حديث الاتحاديين هذه الايام يسير في اتجاهين ، الاول أوضاع فريقهم الكروي واموره الفنية المتراجعة ، بغض النظر عن الفوز والخسارة ، فالمؤشرات سلبية ، لا تنبئ بإيجابيات مالم يكن هناك تغيرات ، هذا واقع ينبغي التعامل معه بجدية وحسم . والشأن الثاني ، الوفاء للسد العالي وقائد فريق الاتحاد أحمد جميل ، مقابل تضحيات هذا النجم ، فهو يستحق التقدير. احمد جميل ليس مجرد اسم عابر في تاريخ نادي الاتحاد وانما نجم رسخ اسمه بمداد من ذهب بطولات وانجازات مع النادي والمنتخب الوطني وغادر الملاعب بكسر مضاعف في الساق ، ودماء توثق اخلاصه للكيان الاتحادي على مدار 20 عاماً ، واذا كان الاتحاديون يتجاهلون هذا التاريخ وهذه التضحيات ، فتلك مأساة بحد ذاتها لكافة لاعبي الاتحاد السابقين واللاحقين. لن احمل اعضاء الشرف مسؤولية تجاهل تكريم لاعب بحجم أحمد جميل ، كما لن أطالبهم بذلك ، لكني اطالب ادارة النادي بهذا الوفاء ، فنحن في عصر الاستثمار ، وكل شيء ، ممكن ومتاح ، والرياضة صناعة ، وليست مجرد كلام في الاستثمار . نادي الاتحاد وسمعته الدولية ، و اسم احمد جميل ، قادران على جعل مهرجان الجميل حقيقة وواقعا ، و موردا جيدا لو أخلصت النوايا . من يتبوأ رئاسة نادي الاتحاد عليه ان يتحمل تبعاتها ، وطالما اقيم اعتزال لحمزة ادريس قبل ايام -وهو يستحق- فمن المهم ان تبدأ ادارة الاتحاد خطوات عملية لاقامة حفل اعتزال للجميل وحتى نكون منصفين فإن عدم اقامة حفل اعتزال للجميل ليس مسؤولية الادارة الحالية ولكنه قدرها وعليها ان تهتم بهذا الموضوع. حال الاتحاد يخوض فريق الاتحاد مباراة هامة امام الحزم اليوم والوضع لا يحتمل مكابرة وعنادا من قبل مدربه كالديرون الذي قرر بمحض إرادته تحويل الاتحاد من فريق قوي تهابه جميع الفرق ، الى فريق متواضع تتجرأ عليه أضعف الفرق ، كما حدث امام الرائد ثم نجران ، واي اتحادي مخلص لا يرضيه ما وصل اليه الاتحاد على يد كالديرون ، وهنا اتذكر مقولة الدكتور عبدالفتاح ناظر يرحمه الله ، عندما ألغى عقد الانجليزي بوب هاوثون ومن بعده المدرب النمساوي والتر سكوتشك رغم احراز الاخير بطولة للاتحاد بعد سنوات عجاف ، قال “ لم اكن مقتنعاً بإقالة ( بوب هاوثون ) ولكن احوال الفريق وتراجع مستوياته اقتضت التغيير كما ان الاعلام الاتحادي واللاعبين فقدوا الرغبة في استمراره ، وبالتالي فالاحوال لم تعد جيدة ، فكان لابد من التغيير ، و غادر بوب هاوثون ، فأحرز الاتحاد بطولة مع والترسكوتشك ، قبل ان يتم اقالته لنفس اسباب اقالة هاوثون ، وجاء بوكير وأحرز بطولة ، وكانت البطولات للاتحاد تعني الكثير .في ظل شح الموارد آنذاك ، عكس ما يجده كالديرون اليوم ، ففي كل فترة تسجيل .. ماذا تحتاج من اللاعبين الاجانب والمحليين . نعم الزمن اختلف لكن هناك مواقف وفلسفة تبقى خالدة للازمات.