ما الذي ينقصنا لتكون وحدة مجلس التعاون كالوحدة الأوروبية، بل نحن في الخليج أكثر وجوداً للقواسم المشتركة في الدين واللغة وتقارب المسافات والحدود والعادات والتقاليد سادت الروح الخليجية قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المنعقدة في الكويت من 14- 15 ديسمبر 2009م هذه الروح التي تجلت في حسن الضيافة والاستقبال وتمام الاستعداد على كافة الصعد وتوافر الجو الاخوي لكل الوفود المشاركة في الحضور والتغطية، إذ وفرت الاجهزة المعنية كل وسائل التواصل والاتصال، فكان المركز الإعلامي خلية نشاط على مدى الاربع والعشرين ساعة في خدمة الزوار والإعلاميين من كافة دول الخليج ودول العالم، لقد نجحت الكويت في لقاء الاشقاء. لقد تجلت روح حضرة صاحب السمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في كل شؤون القمة بدءاً من الدعوة إلى ختام النجاح في القرارات التي وافق عليها وتبناها قادة دول مجلس التعاون، فقد اعادت قمة الكويت بسمة التفاؤل لأبناء الخليج رغم الازمة الاقتصادية التي يمر بها العالم وبعض دول الخليج،وأكدت من جانب آخر لأبناء المنطقة استمرارية الوحدة الخليجية واستعدادها التام لمواجهة أي ظروف يفرضها واقع المنطقة على أي دولة من دول المجلس، وقد بدا ذلك واضحا من خلال تدارس دول المجلس في هذه القمة مسيرة التعاون العسكري وإقرار الاستراتيجية الدفاعية وتطوير قدرات قوات درع الجزيرة وإنشاء «قوة تدخل سريع» من قوات دول المجلس. كانت قمة الكويت اليد الحانية التي تربت على الاشقاء أن الكويت مع الجميع في مسيرة مستقبل زاهر امنيا واقتصادياً وعسكرياً، فتفاءلوا بالخير تجدوه في الكويت، هكذا كان لسان حال القمة وقراراتها المتوجه بالنجاح القيمي والعملي لدول مجلس التعاون، بارك الله دولة الكويت الشقيقة وشعبها واميرها . لقد كانت قمة الكويت تفعيلاً حقيقياً وتجسيداً مؤكداً لحاصل نتاج اهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي يسعى لبلورة الاستفادة القصوى من امكانية هذه الدول في تخطي الازمات ورسم سياسات المستقبل بكل ثقة ، ثقة في الجوار والامن والاقتصاد والقرار الموحد فيما يتطلع له ابناء وشعوب هذه الدول، لكن الطموحات لشعوب المنطقة أكبر في أن تكون مسيرة قرابة 30 عامًا للمجلس أكثر توحدًا وتكاملاً في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها من القضايا، وهذه المسائل ذات بعد استراتيجي لكل الأعضاء، ذلك التكامل والتوحد أصبح ضرورة ملحة من ذي قبل، خاصة أن عصر التكتلات الكبيرة لا مناص منها إذا ما أردنا أن تكون هذه المسيرة التعاونية قوية وراسخة وتستطيع البقاء والديمومة.. فالعصر الراهن هو عصر العولمة الزاحف على الإنسانية، والكتل الكبيرة هي التي تستطيع رد هذا الزحف أو على الأقل تحييد اندفاعه بأقل الخسائر والتكاليف، ما الذي ينقصنا لتكون وحدة مجلس التعاون كالوحدة الاوربية ،بل نحن في الخليج اكثر وجوداً للقواسم المشتركة في الدين واللغة وتقارب المسافات والحدود والعادات والتقاليد، والتي تقل كثيراً بين الدول الاوربية، اعني هذه العناصر المشتركة ومع ذلك نجحت دول اوربا في الاتحاد، ولازلنا ننتظر قمماً وقرارات لعل القادم لن يطول، ولعل الشفافية والنظر بعيون المستقبل والترفع عن جزئيات الاختلاف التي تعيق الوحدة والتكامل، تكون هي مسارات القرارات القادمة.