اعتدت في عطلة نهاية الأسبوع الخروج مع أصدقائي للتنزه ، والذهاب للمعارض المتنوعة الاقتصادية منها والترفيهية أو حتى الذهاب للمحاضرات الدينية أو قضاء بعض الوقت في البحر أو المراكز التجارية ، وخلال تنقلي المتكرر إلى هذه الأماكن أثارني منظر السيارات العابرة في شوارع مدننا وطرقاتها أو حتى عند الإشارات ، قد لا نجد غير الشباب الذين لا يجدون ما يفعلون غير الدوران في هذه الطرقات والشوارع والتسبب في إحداث الازدحام والتكدس في أعداد المركبات لدرجة كبيرة ، حيث تجدهم يقطعون شوارع المدينة من جنوبها إلى شمالها ومن شرقها لغربها بدون أي فائدة لهم أو لمجتمعهم إلا إحداث الفوضى وإزعاج العابرين إما بأصوات الموسيقى الصاخبة أو بمطاردة سيارات الأجرة التي تقل الفتيات لأذيتهم ومضايقتهم . وإذا سألتهم عن مشاغلهم اليومية وكيف تقضون يومكم قد لا تجد الجواب عند احدهم أو يتحججون بعدم وجود أماكن يذهبون إليها وإما أن يرددوا عبارة (طفش) . ولكن لماذا نستسلم لمثل هذه العبارات المحبطة والمدمرة لطاقاتنا المفعمة بالنشاط والحيوية على الرغم من أننا يمكننا أن نفجر هذه الإمكانات المكبوتة في أجسادنا؟ لم لا نفكر قليلا عما يمكن فعله، لو فكرنا لوجدنا الكثير لنفعله لإشغال أنفسنا بأشياء تفيدنا وتفيد مجتمعنا . أليس من الأجدر أن تمتلئ هذه الأماكن بوجودنا فيها بدلا من إيذاء الآخرين وتشويه المنظر العام لمدينتنا ،لم لا نقضي وقتنا في إبراز مواهبنا المختلفة الفنية أو المشاركة في الأندية الأدبية الثقافية أو القيام بالأنشطة التطوعية البيئية كتنظيف الشواطئ أو الخيرية ، أو الانضمام لإحدى الجمعيات الخيرية التي تهتم وتعتني بالفقراء والأيتام ، أو الذهاب لرحلات بحرية لممارسة الغوص أو تعلم رياضة مختلفة ، أو تعلم لغة أجنبية والتدريب على الكمبيوتر وزيادة وتنمية مهارتنا فيه، ولو أننا فكرنا قليلا لوجدنا الكثير لنقضي به يومنا ولا ندع مجالا بأن يسيطر علينا الملل ويجعلنا نقوم بتصرفات لا نقبلها على أنفسنا وتشوه سمعة ديننا ووطننا.