وصلني الديوان الشعري الأول للأديبة الشاعرة نوف بنت محمّد الثنيان. الحاضرة بلقب النجدية في مساحات النشر الورقي والانترنتيّ.. جاء الكتاب بحلة أنيقة من القطع المتوسط بما يزيد عن التسعين صفحة وبتقديمٍ موضوعيّ زاهٍ بقلم الشاعر اللبنانيّ العَلم طلال حيدر الذي أفاض في التماهي مع النصوص وأشبع. عُنون الديوان بكلمة: (ظما) فكان أن ابتلت الروح وامتلأت دواخل النفس بيانًا ساحرًا وشجنًا حفيّا على التصفيق بهذه المبدعة ثقافةً ووعيًا بالشعر حيث وصلت بنا إلى حقيقته الأولى من تحريك المشاعر وبلوغ نشوة الإعجاب والتغنّي. قسّم الديوان المكتوب باللغة المحكية الشفيفة بين قصائد تفعيلة وعمودية جاء في مطلعها: ظما.. باموت من الظما في جوف صحرا من جفاك ياللي السحايب طلّتك.. تعال واغتال الظما سما.. وغيثك لو هما يبقى رذاذه من وفاك طوّل غيابك يامطر قلبي وضاقت بي سما! من أهم سمات الإبداع والتميّز في خارطة الشعر الخروج عن نمطية اللغة الاعتيادية المباشرة التي امتلأت بها الدواوين الشعرية ومحاولة الابتكار والإتيان بمعانٍ وصور مغايرة وعميقة وهو ما لمسته لغة ومضمونًا وأخيلة في (ظما) النجدية الرويّ. وهذا في معناه ما يعكس اهتمام الشاعرة بالقارئ الذي يريد اللغة الخاصّة التي تقول شيئًا مختلفًا باهرًا. والمطالع للديوان يجد روح الأنثى المليئة بالمشاعر الصادقة تطوف بين الفواصل والنقاط والكلمات وتنثر فوارق لوعة وحب وأنفة وتضحية وكبرياء.. حيث الحياة في معناها الأصل! وحيث تجاوزت كما يقول حيدر صحراء المشاعر إلى واحة الروح كأنها ليست من الخليج أو من أي مكان.. كأنها آتية من مملكة ذاتها! مخرج للنجدية: تعبت اشتاق لك والقلب محرابك تعال.. اللي بقى منّي مواعيدك عهد مني متى ما انهيتك.. آعيدك واسافر بك مع العتمة نهار وشمس! www.almatrafy.com