لم ألتقِ حمزة إدريس، أو كما يطلق عليه جمهور الاتحاد (حمزة قول) من قبل، وكان بيني وبينه مكالمة يتيمة، عندما كنت أشرف على الصفحة الدينية بجريدة الرياضية، وكان لدينا صفحة دينية يومية، ووضعت فيه حوارات مع أبرز النجوم، وكان ذلك في عام 1418- 1419ه، وقد اتّصلتُ بحمزة وعرضت عليه الأسئلة، وأجاب علنها، ونُشرت في الصفحة، وبعدها لم يكن هناك تواصل. لكنّ أبا موفق -وهو ما يحب أن يطلق عليه جمهور نادي الاتحاد- كان لاعبًا خلوقًا، ويستاهل أن يُشاد به.. فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا زعيم بأعلى الجنة لمَن حسن خلقه).. فأسأل الله أن يجعلنا ممّن حسنت أخلاقهم، وخدموا دينهم. ومن عادتي أني أركّز على الكتابات التوجيهية، لكن لأن هذا اللاعب كان من الذين اجمع الرياضيون على خلقهم، رأيت بأن أشارك بهذه الكلمات تجاهه هو والنجم الخلوق الآخر نواف التمياط، وأعود لحمزة إدريس، والذي لم أسمع، أو أقرأ أن هناك كاتبًا هاجمه لسلوكه من خلال متابعتي لما يُكتب في الصحافة، وهذا في حد ذاته مكسب كبير، أن تخرج من الوسط الرياضي ويحترمك ويثني عليك جميع مشجعي الأندية المنافسة. ونتمنى أن يكون للنجم حمزة إدريس بصمة في أحد الجوانب الإنسانية التي خيرها يبقى إلى ما لا نهاية. وانتقل لحديث عن النجم الهلالي نواف التمياط الذي يعتبر من اللاعبين الخلوقين البارزين، وهو صاحب مبدأ يعجبني كثيرًا لاسيما وأنه لا يتنازل عن مبدأه من أجل أي أمور لن نضيف له شيئًا، والذي اعرفه من معلومات عن هذا اللاعب أنه حريص على العمل الخيري، وقد حدّثني إعلامي عن أعمال خيرية يقوم بها اللاعب من كفالة بعض الأسر المحتاجة جزاه الله خيرًا، وله مواقف مفرحة، ومنها عندما عقد مؤتمرًا في إحدى الدول الأوروبية، ورفض وجود صحفي إسرائيلي في المؤتمر، وسيرته عطرة في ناديه الهلال، أو في المنتخب كسابقه حمزة إدريس، ومثل هذين اللاعبين يجمع الجميع على تميّزهم بالسلوك الحسن، ولعل من لفتات النجم التمياط أنه يحضر منشدًا لأول مرة على أرض الملعب، وهو المنشد الكبير سمير البشيري، وهذا يُحسب لهذا النجم الكبير وفقه الله لكل خير، والحقيقة أن الحديث عن هذين النجمين بما يستحقانه أقل ما يمكن أن يقدم لهما. أسأل الله لهما التوفيق في حياتهما العلمية والعملية.