منذ كارثة جدة التي تجمع في طياتها بين المأساة والملهاة ، وكل مدن ومناطق المملكة في حالة تأهب تام لمواجهة أي سيل أو أمطار غزيرة تسول لها نفسها أن تكشف ما خفي من الحقائق وراء البنية التحتية التي كنا نفاخر العالم بسرعة إنجازها وبرقي مواصفاتها.. فإذا بها من الداخل مجرد علب كرتونية هشة لا يمكنها الصمود ربما أمام هبة ريح عاصفة لا أمام سيل ما كان له أن يفعل ما فعل لو كان هناك بعض من تخطيط أو شيء من مراقبة أو محاسبة . الكل الآن بانتظار السيول والفيضانات. لكن ماذا لو فاجأنا الزلزال وأطل بوجهه علينا من تحت قشرة الأرض التي ملأناها فسادا؟ هل هناك خطة استباقية لمواجهة هذا النوع من الكوارث؟ هل دربت الجهات المختصة عناصرها البشرية لتكون قادرة على تطويق نتائج الكارثة والتعامل معها بالسرعة والفاعلية المطلوبتين؟ أم ترانا ننتظر حدوث زلزال ما لنتعلم بعد الكارثة كيفية التعامل مع الزلازل وكيفية إعداد خطط استباقية لمواجهتها؟. إن بلادنا كما هو معروف علميا ليست بعيدة عن حزام الزلازل في المنطقة. ولعل ما حدث في بلدة العيص العام الماضي هو أكبر دليل على أننا لسنا في مأمن من مخاطر الزلازل بل والبراكين، فماذا أعددنا لمواجهة ذلك وماذا فعلنا على الأقل في سبيل توعية المواطن والمقيم بإجراءات السلامة الواجب اتخاذها في حال وقوع أية كارثة طبيعية لا سمح الله؟. فلسفة (ربك يجيب الخير) لا تصلح أن تكون منطلقا لأي منهج إداري.