عاب الدكتور محمود العزازمة أستاذ الأدب والنقد في كلية الآداب بجامعة حائل وعضو مجلس إدارة أدبي حائل ما أسماه «الانحرافات السردية» في رواية «ما تبقى من أوراق محمد الوطبان» للروائي محمد الرطيان، واصفًا إياها ب”رواية الحبكة المفككة”، مدللاً على ذلك بحوادثها المنفصلة التي تكاد لا ترتبط برباط، واعتماد وحدة العمل فيها على الشخصية الأولى محمد الوطبان وأسمائه الأخرى، واختفاء البطل في نهاية الرواية في الوقت الذي يظهر رجل أعمال يحمل اسم (محمد بن سلطان آل وطبان) مدير عام المجموعة الخليجية للاستثمار الدولي، يعترف بأنه عمل حقبة من الزمن في الجهاز الأمني، لكنه يتبرأ من أحداث الرواية، ولا يعترف بما ورد فيها. مشيرًا إلى الإشكالات المتعددة التي صحبتها ومنها الانتقالات المتعمدة من تعليق إلى وصف، ومن وصف إلى تذكّر، ثم إلى تأملات متعالية، فإلى نموّ استعاري شعري، ومن مكانٍ لآخر رفحاء ثم الرياض ثم جدة، ومن شخصية لشخصية ثانية، مبينًا أن ذلك يجعل تلخيص حوادث الرواية أمرًا صعبًا.. غير أن العزازمة أثنى على الرواية من حيث بنائها ومادتها وفلسفتها وأسلوبها وهدفها، مؤكدًا أن الرواية ترفض التقاليد السردية بشيء من الحدّة. جاء ذلك في سياق الندوة التي نظمتها لجنة الحوار بالنادي الأدبي بحائل مطلع الأسبوع الماضي. والتي شارك فيها شتيوي الغيثي بورقة نقدية أيضًا أشار فيها إلى أن الرطيان صنع رواية من الحجم الصغير يتداخل فيها المحكي مع الرسمي كما أننا أمام لعبة فنية جديدة يختلط فيها الوهمي مع الحقيقي، وهي شكل من أشكال أسئلة الوجود ذاتها. والرواية على بساطتها اللغوية والسردية؛ إلا أنها تحاول كسر وتحطيم الكثير من الأصول الاجتماعية والثقافية والفنية، وتفتيتها إلى أجزاء متناثرة تلملمها صفحات الرواية، مشيرًا إلى أنها رواية هدم أكثر منها بناء تتجاور الكثير من الأشياء المتناقضة. المداخلات حول الورقتين لم تخلُ هي الأخرى من حدة حيث وصف عمر الفوزان عضو مجلس إدارة أدبي بحائل الأوراق المقدمة بأنها لم تصل إلى مستوى النقد الأدبي، مما حدا بالدكتور العزازمة للقول بأن النقد هو إصدار الحكم على هذا الشيء بأنه جيد أم رديء، ليتدخل الغيثي مرة أخرى مشيرًا إلى أن الرواية ترفض كل ما يقوله العزازمة، مذكرًا بأن روايات ما بعد الحداثة تؤمن بالتشظي والعبثية والفوضى. كذلك شهدت الندوة العديد من المداخلات الأخرى شارك فيها رئيس مجلس إدارة النادي محمد الحمد الذي تمنى من الحضور أن لا يصادروا على مدير الجلسة إدارته ويتولوا عملية الإدارة بدلاً عنه في الطلب من الضيف التعليق، مشيرًا إلى أن الرطيان ضيف إن طلب المداخلة له ذلك، وإن لم يطلب فلا أحد يلزمه بذلك، كذلك تداخل بندر العمار، ومنيرة الثويني، وناصر المصارع، ورشيد الصقري، وناصر صالح المديني، وناصر الهواوي، وحسني محمد جبر، وعلي العريفي.